مِنْ سِنينْ
كانَ لا فَرْقَ لديْكِ
بينَ شكٍّ و يقينْ
كنتِ لا تَسْتَفْسِرينْ
لا تُجِيبينَ، ولا تَسْتَغْربينْ
والدّروبْ
بكِ تَمْتَدُّ
و تَمْتَدُّ
و يَمْتَدُّ السّرابْ
كلّما أوغلتِ فيها
كلّما اِزدادُ الضّبابْ
*
كُنْتِ لا تَلْتَفِتِينْ
للوراءْ
فمراراتِ السنينْ
عَلّمَتْكِ
كَيْفَ تمشين على الشوكِ...
و كَيْفْ
لا تَحُسِينَ ببردٍ في شِتاءْ
لا تَحُسِينَ بحرٍّ يومَ صَيْفْ
كُنْتِ تمشينَ و لا تكترثينْ
للَّذينْ
حاولوا أنْ يَحْجِبُوا
عنكِ آفاقاً بها تَسْتَبْشِرينْ
وفناراتٍ بها تَسْتَرشِدِينْ
*
كَبَرَ العُمْرُ، وها أنتِ كَبَرْتِ
فَغَدَوْتِ
تَحْسِبِينْ
إنّكِ الآن أخَذْتِ
تَعْبرينْ
بَحْرَ نيرانٍ و لا تَحْتَرِقِينْ