اخر الاخبار

اكثر من عقدين جمعتني أمواج تكوينية مع التشكيلي عبد الصاحب جاسم وموجه ثاني لهب مشع لذلك الموج الستيني الذهبي موج المغايرة والمحادثة في التشكيل الانشائي للفن التشكيلي العراقي جيل علي طالب، سلمان عباس، عامر العبيدي، صالح الجميعي، صلاح جياد، فيصل لعيبي، نداء كاظم، منقذ شريدة، سالم الدباغ، كامل الموسوي، فؤاد جواد.

مرسمه (المشغل) كان يمنحني فيض من الحب من جمال سحري من طقوس لا نهاية لها. المكان وجدرانه الملونة ونوافذه التي تمنحنا الضوء واللوحات الموزعة داخل ذلك الفضاء السحري الذي يمنحني حرية التأمل لجسيمات لا نهائية تحيط بنا وتعكس اشعتنا الخارجية كمطب يبرق موجات من اللون وكنت اشعر ان روحي تتحول بكل تلك اللحظات الزمنية التي اعيشها في المرسم. عربة الزمن الذهبية جمعته مع صديقه الحميم منقذ شريدة وهو لم يتعدى عمره الثامنة عشر.

منقذ شريدة الذي كان يبحث عن ظلال آمنة تحميه من الخوف والانكسار وكانت هناك روحتا ثقافية وفنية تتداخل من خلال لقاءاتنا الفنية وكنا نتحدث عن الرواية والمسرح والشعر وعن فان كوخ وسيزان وهنري مور وعلي بدر وخزعل الماجدي وستار ناصر وكان السؤال الام لماذا نرسم ونكتب؟ لماذا نقرأ الشعر ونتابع حركة دوران العالم؟ وعن نظرية الكم لمحمود صبري واشتغالاتها في المكون التشكيلي وطروحات شاكر حسن آل سعيد الصوفية. هل هي الانبثاق من الجوهر بمعنى ان مكونات اللوحة تمر بمراحل وطبقات متعددة فيزياء بصرية ومعادلات جذب فيزيائية لتحليل المساحة وحركة الكتلة والسطور. لوحات التشكيلي عبد الصاحب تقترب من فرضية التأمل واللانهائيات حيث لا يوجد للحياة نهائيات.. لذا فان فرضية الكم التي تؤسس فيزياء اللوحة بصرياً في غمار تكوين شامل.. واللوحة عند عبد الصاحب تركيب من المجالين (الجذب والانعكاس) وهي علاقة تجاذبية ما بين اللوحة والمشاهد ومتنافرة في الوقت نفسه.

اعمال الفنان عبد الصاحب موزعة الآن في النادي البحري التونسي وعند الفنان المسرحي العالمي التونسي رؤوف عمر/ وزارة الثقافة التونسية وكذلك لوحة “المرأة والمصباح” وهي من الاعمال المهمة للتشكيلي عبد الصاحب اقتنيت من قبل رئيس تحرير جريدة “لا براس” الفرنسية وكذلك في عمان لدي الدبلوماسي د. علي ماجد.

عرض مقالات: