اخر الاخبار

إسرائيل

ألقت طائرات تحمل النجمة السداسية ، قنبلة كتب عليها بأحرف عبرية “ إسرائيل “ ، فوق مخيم قي جنوب لبنان ، فقتلت ثلاثة أطفال ، وامرأتين، وشيخاً في الثمانين ، أما “ إسرائيل “ بأحرفها العبرية ، فقد تمزقت ، وتشظت ، وتساقطت في الأوحال.

 

 أشجار الزيتون

أقبل الطفل مسرعاً على جده ، وقد تحنّت يداه بعبير الحجارة ، وصاح : جدي ، إن جند الاحتلال يقتلعون أشجار الزيتون .

فردّ الجد قائلاً : هذا مستحيل يا صغيري ، فأشجار الزيتون مزروعة في أعماقنا .

 

العصافير والحجارة

هبّ العصفور الصغير مذعوراً ،وهتف بأمه : فلنهرب يا ماما، وإلا قذفنا الأطفال بالحجارة . فاحتضنته أمه ، وقالت : لا تخف يا صغيري ، فمنذ أن جاء جند الاحتلال ، لم يعد الأطفال يقذفون العصافير بالحجارة .

 

الوطن

ألقى جند الاحتلال القبض على طفل ، عبر الحدود مع الفجر ، إلى وطنه المحتل ، وقد حنى يديه بعبير زهرة قتيلة ، فتحوا ثيابه، ومزقوها،  بحثاً عن قطعة سلاح ، لكن فاتهم أن يفتشوا صدره ، ويمزقوا قلبه ، حيث كان الطن والحرية مرسومين .

 

إنهم يقتلون الأشجار

شرقت غيمة صغيرة بدموعها ، حين رأت جند الاحتلال يقتلعون الأشجار ، وقالت لأمها : ماما ، أنظري ، إنهم يقتلون الأشجار . فأخذتها أمها بين ذراعيها ، وقالت لها : لا عليك يا بنيتي ، ستنمو الأشجار من جديد ، لأن جند الاحتلال لن يستطيعوا أن يقتلوا الأرض والإنسان .

 

النداء

ولدت حمامة في المهجر ، وما إن اشتد جناحاها ، حتى سمعت نداء ، لا تدري أهو من داخلها ، أم من مكان بعيد ، يهيبّ بها أن تعالي . فردت الحمامة جناحيها الفتيين ، وتركت أمرها للنداء ، وطارت .. وطارت .. وطارت  ، حتى حطّت في عشّ ، فوق شجرة زيتون ، شمّت في حناياه شذا الأهل .

 

يوم الأرض

هتفت الأرض : هذا يومي .

وهبّ الأطفال كالريح ، وراحوا يمطرون جند الاحتلال بالحجارة ، فابتسمت الأرض ، وقالت : نعم ، هذا هو يومي . ويبدو أن هذا اليوم ، لم ينته بعد ، فالحجارة مازالت تمطر فوق جند الاحتلال .

 

البيت

نسف جند الاحتلال بيت امرأة عجوز ، لأن ابنها فدائي . فوقفت المرأة العجوز ، عند ركام البيت ، وقالت : لو أن ابني هنا لأعاد بناء البيت . عندئذ التفّ حولها شبان القرية ، وقالوا : نحن كلّنا أبناؤك . وكالمارد نهض بعد أيام ، من ركام البيت المنسوف ، بيت جديد .

 

تساؤل

شاهد طفل من الأسكيمو ، على شاشة التلفزيون ، جندياً إسرائيلياً ، يكسر بحجر ذراع شاب فلسطيني ، فالتفت إلى أبيه ، وسأله : كم يبلغ عدد العرب ، يا بابا ؟ فتطلع الأب إلى زوجته ، ولم يجب ، فقالت أخت الطفل : قرأت مرة ، أن عددهم أكثر من مائتي مليون نسمة . فغر الطفل فاه ، وتساءل : ترى ماذا فعلوا ، حين شاهدوا هذه الصورة في التلفزيون ؟

عصر الحجارة

أصغى المعلم إلى أزيز الحجارة في المخيم ، ثم التفت إلى تلاميذه ، وقال : أتعرفون يا أطفال ، ما هو أبرز عصر مرّ به شعبنا ؟ فهب ليث من مكانه ، وقال : عصر الحجارة ، يا أستاذ . وابتسم المعلم ، ولم يتفوه بكلمة . دقّ الجرس ، وبدل أن يذهب الأطفال إلى بيوتهم ، حملوا الحجارة ، وانظموا إلى العصر .

 

بدون ليت

في درس القواعد ، هتف المعلم : فارس .

وهبّ فارس : نعم أستاذ .

وقال المعلم :أدخل ليت في جملة مفيدة .

وفكر فارس ، ثم قال : ليت الغيوم تمطر حجارة ، فوق جند الاحتلال .

وابتسم المعلم ، وقال : إن الغيوم قد تمطر بدون ليت .

وما إن انتهى الدرس ، حتى انضم فارس ورفاقه إلى الأطفال ، وراحوا يمطرون بحجارتهم جند الاحتلال .

 

 النجمة السداسية

رقد ليث في حضن أمه ، وبعينيه الطفلتين راح يتأمل سماء الصيف الواسعة ، الصافية ، المرصعة بالنجوم .وفجأة خرّت نجمة ، فاعتدل مذهولاً، وقال : أنظري ، إنها تسقط . نظرت أمه ، وقالت مازحة : إنها نجمة سداسية .  وابتسم ليث ، وعاد إلى حضن أمه ، وهو يقول : لابد أن أحد رفاقي قد رماها بحجرة ، إن حجارتنا لا تخطىء أهدافها .

شذا المعركة

عاد ليث متأخراً إلى البيت ، وقد علا وجهه عرق المعركة ، وشذاها . وبعينيه اللتين لم تعودا طفلتين ، راح يتبادل النظر مع أمه . وحملقت أمه في وجهه ، ويديه ، ثم قالت : أعرف أين كنت.

احتجّ ليث قائلاً : ماما ..

وقاطعته أمه : أنت صغير على الحجارة .

وفوجئت به يقول : وأنت .. ؟

لم تحر أمه جواباً ، فغمز لها مبتسماً ، وقال : ماما ، لقد رأيتك .

 

الغربان

المصيادة الذهبية ، هكذا وصف رفاقه الأطفال مصيادته ، واعترفوا بأنه أفضل صياد في المخيم . وفرح ليث لهذا الاعتراف ، وأراد أن يفرح به جده ، فقد أخبره جده مراراً ، بأنه كان في شبابه صياداً ماهراً . لم يفرح الجد ، بل حدق في ليث ، وقال : إذا أردت أن  أفرح يا بنيّ ، فلا توجه حجارة مصيادتك نحو العصافير ، بل نحو الغربان . وفرح الجد ، فقد كفّ ليث عن توجيه حجارة مصيادته نحو العصافير ، وراح يوجهها نحو .. جند الاحتلال .

عرض مقالات: