اخر الاخبار

لن تكتفي بالحروبِ الصغيرةِ، كنتَ تُفكرُ  بالتفاصيل،

تشتري لها زمناً او مدناً، تنزلُ في باحاتها، تُبادل اولادها بالحنين،

تدوّنُ ما تيسّر لك من القصصِ القديمة.

تدعو  “سرحانَ” الى فنجانِ قهوة، تمارسُ طقوسَك في “مديحِ الظل العالي” ترفضُ “ أن تتركَ الحصانَ وحيدا” إذ سرقَ البغاة/ الطغاة العربات، وزرعوا الشارع بالفخاخ...

تشتري ل” الغريبةِ سريرا” من القصبِ، ترشّه بالزعفران والكافور،

ورائحةِ الأنثى...

أيها الصاحبُ، خُذْ ما تبقّى من الوقتِ،

وعلّق على يافظاتِ المدنِ اسماءَ من عبروا أو رحلوا..

أيها الصاحبُ الواقفُ في حنجرةِ الوقتِ،

ماذا ستفعلُ وايامك تُهرّب مثل معاطف المحاربين؟

ماذا ستكشف عن حربٍ ظللتْ خطاكَ بالسوادِ؟

تركتْ لك “البرابرةَ” عند أبواب يافا وحيفا،

تندسّ في “حضرةِ الغيابِ” توقظُ ما تبقى من” ذاكرة النسيان”

تحلمُ  ب”حاضرٍ” أنيقٍ، وأفقٍ لا يأخذه الجندُ الى العتمةِ.

أيها  الصاحبُ

مُنذ أنْ خرجتَ الى الموتِ، وأنت تقرأُ التعاويذَ،

تُفكّر بحكاياتِ البلادِ، تؤجّر لها قصصا  من الهند والسند،

حتى لا ينام الأولاد المهروسون

ولا يصدقون حكاية الحجر الذي يهبط من سماء المعمدان..

الاولاد تعمدوا بالدم، والحكايةُ علّقتها الطائراتُ على الغيم،

ما كان لك أنْ تُفكّر بالدليلِ اليك،

فأنت مكشوف مثل قمرٍ وطني، يغسله الابناء/ العشاق بالتعاويذ والرقى والاغاني..

المعمدانُ الابيض لا سقوفَ له سوى الغيم،

والطائراتُ ترشُّ البارودَ الساخنَ كي تجعل السماء مغسولة

بالفسفور الذي يشبه الغيم تماما..

ايها الصاحب، افتح للمعمدان ذاكرةً قديمة،

اجعله مغلولا للمراثي، ابحث عن “يوحنا” ليشاطرك الليلة

أحزان الغيم، وطقوس التطهير،

الاولاد يتركون رؤوسهم للطائرات، إذ يرجعون الى

حكايةِ الطينِ والدم والماء،

فالخلقُ هنا، سيرةٌ للمدنِ المذبوحةِ، والحدودِ الطليقةِ للبرابرة،

أولئك الذي اوهموا كافافيس بغواية الانتظار..

يا كافافيس برابرتنا ظلوا الطريق الى ايثاكا،

وجاءوا الى المعمدان ليغسلوا  الاولاد بالتيزاب

الغيم الابيض..

عرض مقالات: