الى شهداء الناصرية الغرّاء في 28 تشرين الثاني 2020

 هكذا ...

لم تنم الشوارع خائفة

والازقة

ممرٌّ الى المحنة

 ولما عبروا إلى  هناك

ما زالوا ينسجون الهواءَ

لافتاتٍ بيضا

و ما ظمئوا فجرا

فهم

لم يفطنوا بعد الى لعبة

 الموت

ولكنهم عبروا السراط

إلى الملتقى

لم يضعوا سباباتهم

في آذانهم

 حذر الكلام

أو مسكوا بصمةَ في

صموتِ الرياح

وحينها عرفوا

من دس خلفهم

بنادق الموت وخناجر

 السم

عرفوا

من قتلهم امس

ما كان

الملتقى على سراطِ العراق

سوى واحةٍ

من انهارِ عسلٍ

 وهتافٍ

ويمام

أو لمٓة فتية

ما زالت دماؤهم

تشخب

فتردّها الأرض

 اليهم

ليجددوا ارواحهم

 بملامح النخيل

وبشهقات الخطى

الى النشور

بلا جوازات مزورة

وهكذا

هكذا

يمحون معنى الغياب

 إلى

معنى للحضور

فلا الافاق تسرقُ

 ملامحَهم

في لجلجة الرمال

ولا الرياحُ تخفي

 انفاسَهم

في رئتها المثقوبة

بدموع الامهات

ولا الاعشابُ

 تنادي

 قاتليهم

لانها صارت حسكا

من رماد الوطن

اما قلوبُهم النازفةُ

بالحنين

فقد وثقتٔ ملامحَهم

وهم يتسترون في

 شرفات الدمِ

رغم وصايا الورق الاخضر

كانوا

كما عرفناهم

جواهر مسكتْ بها بحارُ الموت

وأمواجُ خرائبِ

 الضفاف

تصرخُ بإطفاءِ خطاهم

قسرا

وما انطفأوا 

فهي اقباسُ غيوم

تغمر الارواح

بالبشارة

والحياة

من المحاق جاءوا

من كل فج عميق

وعلى كل ضامر

شربوا الفجر رواءَ

والأرض قدسا

والسماء لقاء

فهلمو

معهم نكون

همسَ ارواحهم

و ابجديةَ السنتهم

وحداءً

عراقيّا

 أتيا

 فمن عيونهم

وهي تقدح بالفتح

ومن منابع خطاهم

الى ضفاف أنين

 الصابرات

على البلوى

الثاكلات

تحت لا فتات لم تكن

سودا

ولم تكن للأيام

إلا نافذة

لمواكب افراح

في الطريق

عرض مقالات: