لم ينحصر مشروع الآيادي الآثمة، ومن كان يقف وراءها، في اغتيال  شخص الرفيق كامل شياع ، وانما ذهبت مرامي الجريمة الشنيعة الى أكثر من ذلك، مستهدفة المشروع الثقافي المنتج الذي كان الشهيد يعمل لتحقيقه، من خلال موقعه كمستشار في وزارة الثقافة،  باندفاع واخلاص ونكران ذات، وبكفاءة ثقافية وإدارية يشهد له بها الجميع، بمن فيهم من يخالفه الرأي.

وللأسف كان القتلة مصيبين في تشخيصهم الدور المحوري للشهيد كامل في حمل المشروع الثقافي التنويري ونشره، وكسب اوسع الاسناد له في الوسط الثقافي وعلى الصعيد المجتمعي بشكل أعم. ومع رحيله المفجع لم يعد  لوزارة الثقافة، بوزرائها المتعاقبين منذ عقد ونصف العقد، مشروع ثقافي محدد الملامح تهتدي به.

خمسة عشر عاما مضت على الجريمة، ولا يزال القتلة طلقاء يعبثون بالعراق، ولا تزال نتائج التحقيق بالاغتيال الفاجع حبيسة وراء جدران المؤسسات الأمنية، تحرسها لجان التحقيق الوهمية.

وإذْ نستذكر استشهاده نقول أن كامل شياع يظل حاضرا بيننا، محاطا بفيض المحبة في نفوس اهله ورفاقه وزملائه واصدقائه والجمهور الاوسع الذي اطلع على افكاره وإنجازه وسيرته.

وهذا الاستذكار تأكيد في الوقت عينه وتجديد للعزم على المضي قدما، على طريق  النهوض بالواقع الثقافي العراقي وتنشيطه، واشاعته كرافعة رئيسة لتقدم المجتمع وازدهاره.

عرض مقالات: