اخر الاخبار

حلت علينا هذا العام الذكرى الثالثة بعد المئة لثورة العشرين والعراق في حال، لا يسر المناضلين الأحرار ولا الشهداء الذين قدموا الغالي والرخيص في سبيل بناء دولة العراق الحديث، يشعرون اليوم بعد العام 2003م بالحسرة والألم وهم يشاهدون انهيار الدولة المستبدة واستبدالها بنظام طائفي متخلف جاء به المحتل الأمريكي دون قراءة مستفيضة للتاريخ، فقد سبق أن هب العراقيون في وجه المستعمر البريطاني مسطرا أعظم الملاحم ومفندا كل ادعاءاتهم التحررية المزعومة. لقد كشفت الثورة البلشفية التي هزت العالم الامبريالي عورتهم وفضحت معاهداتهم السرية الخسيسة (سايكس- بيكو) 1916 م الداعية لتقسيم بلاد الشرق وسرقة خيراتهم، وقد أدرك رجال الثورة قبل اندلاعها قيمة وأهمية الرسائل التي كان يبعثها قائد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى فلاديمير لينين إلى كادحي الشرق.

 ثورة العشرين نجاحها ونتائجها انكب على دراستها العشرات من الكتاب والمفكرين العراقيين والأجانب ناقشوا ابعادها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولا بأس من ذكر البعض منهم:

1.الدكتور علي الوردي صاحب كتاب لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الجزء الخامس خاص بالثورة.

  1. عبد الرزاق الحسني الذي سمى كتابه (الثورة العراقية الكبرى).
  2. نديم عيسى درس جانب (الفكر السياسي لثورة العشرين).

4.د. عدنان سلمي الزرري انتخب عنوان (محطات وثمرات).

  1. د. كمال مظهر أحمد ناقش (ثورة العشرين في الاستشراق السوفيتي) كما ألف كتابا آخر عن الثورة 1920 والحركة الكوردية.
  2. طالب كامل العلوي (ثورة العشرين مدخل لفهم الشخصية العراقية).
  3. وميض جمال نظمي تناول (الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية للحركة القومية العربية في العراق (ثورة العشرين).

8.عبد الشهيد الياسري حقق في (البطولة في ثورة العشرين).

  1. سلمان رشيد محمد الهلالي تناول (الثورة من منظور على الوردي).
  2. سلمان هادي ال طعمة وريد سعيد زمزم تناولا جوانب عامة وأبرز الشخصيات التي ساهمت في الثورة.
  3. المحامي محمود العبطة كتب (بغداد وثورة العشرين).

اما الكتاب الأجانب كل من:

  1. العراق 1900- 1950م ستيفن همسلي لونكريل ترجمة سليم طه التكريتي
  2. ثورة العراق عام 1920 للسير ايلمر هالدين ترجمة فؤاد جميل
  3. انتفاضة عام 1920 الوطنية التحررية المستشرق الروسي نيكولاي كوتلوف ترجمة الدكتور عبد الواحد كريم
  4. ثورة العشرين / دراسة الأحزاب السياسية والشبكات الاجتماعية 1908 -1920م للباحثة اليابانية كيكو ساكاي.

الجدير بالذكر اصدار جمعية المترجمين العراقيين التي يرأسها السيد قاسم الاسدي معد ومترجم، موسوعة هذا العام بستة أجزاء حملت عنوان (ثورة العشرين الكبرى بأقلام اجنبية) وذلك ضمن مشروعها لترجمة 100 كتاب بهدف تعزيز واقع الترجمة والثقافة في البلاد.

ان معظم الكتاب أجمعوا على واحدة من أهم الحقائق في اندلاع الثورة متمثلا:

- الأفقار والجور الذي مارسته سلطة الاحتلال والمتعاونين معها من إقطاعين ومأجورين تسببوا في إحداث مجاعة عامة، وينقل كوتلوف عن لينين أن حوالي عشرة آلاف شخص مات بالمجاعة في الموصل وحدها شتاء 17/ 1918م.

- وهناك أمر خطير آخر جاء في مذكرة السير آرثر هرتزل 14 اذار 1915م بشأن مستقبل ما بين النهرين واقتراحه بتوطين هنود من البنجاب والسند في العراق.

في هذا المقام لابد من التوقف أمام موقف ماركسي:

الأول:

يؤكد عليه الرفيق الراحل زكي خيري في مقدمة كتاب سلمان الهلالي عن ثورة العشرين ما يلي:

((انها ثورة وطنية عامة هدفها المباشر التحرر من الاحتلال البريطاني والحكم الكولونيالي وإقامة دولة وطنية وعصرية، وقد أقيمت الدولة العراقية المعاصرة على ان تكون مستقلة تماما او ذات سيادة كاملة ولم تتحقق الديمقراطية او الحرية السياسية بالنسبة لأكثرية السكان الساحقة فقد احتكرتها الطبقات المالكة العليا فلم يكن نجاح ثورة 1920 م الثورة الوطنية الأولى في العراق نجاحا تاما او فاصلا)).

 الثاني :

 للراحل فالح عبد الجبار عبر عنه في كتاب العمامة والافندي ما يلي:

((ان الدولة العراقية كانت نتاجا للحقبة الاستعمارية التي بدأت في اعقاب الحرب الكونية الأولى وجاء تشكيلها بعد اقتطاعها لأراضي من الرجل المريض (الدولة العثمانية) من تجميع ثلاث ولايات (بغداد، البصرة، الموصل) وكانت هذه الرقعة العشوائية مزيجا غير متجانس من المجموعات الاثنية والدينية والمذهبية ذوات الخواص المتباينة.

ان اختراعها جاء على يد القوة الاستعمارية.

بكلمة موجزة قامت بريطانيا بعد ثورة العشرين بناء دولة قومية)).

السؤال الجوهري!

هل يتعظ ساسة اليوم من فرسان المحاصصة الطائفية بان إرادة الشعوب لا تموت ولم تزل أرواح شهداء انتفاضة تشرين وسبايكر والصقلاوية ماثلة في الاحداق.

ليتذكروا المقولة الشهيرة..

التاريخ لا يعيد نفسه مرتين!

عرض مقالات: