ضيّف «ملتقى روّاد المتنبي» الثقافي، صباح أول أمس الجمعة، د. جمال العتابي، الذي تحدث في جلسة عنوانها «الأديب الراحل علي عبد الجليل الوردي – مواقف وقصائد للوطن»، بحضور جمع من المثقفين والأكاديميين والناشطين.
الجلسة التي التأمت على «قاعة علي الوردي» في المركز الثقافي البغدادي، أدارها الناشط الحقوقي محمد السلامي، بينما افتتحها الضيف بقراءة رسالة موجهة من كريمة الشاعر الراحل إلى القائمين على الملتقى، تحييهم على استذكار «هذه الشخصية الوطنية الكبيرة، التي حاولت حكومة نوري السعيد طمسها وإيذاءها لمواقفها الإنسانية، والاستيلاء على ما دونته من شعر ضاع في أروقة أمن السلطة».
بعدها، أشار د. العتابي إلى أن «الكثير من الأوساط المعنية بالثقافة لا تعرف الشاعر الوطني والإنساني علي عبد الجليل الوردي، بالرغم من كونه شاعرا معارضا، ومصدر قلق للسلطات، سواء في العهد الملكي أم في ما بعد».
ثم تحدث عن بداية الفكر التنويري في العراق وازدهاره منذ أربعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الكتاب والأساتذة تأثروا بالتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم، وكان من ضمن هؤلاء الشاعر الوردي.
ولفت إلى أن الفقيد ولد بداية القرن العشرين، وأنه أحد المساهمين في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين عقب ثورة تموز، وعضو مؤسس لحركة السلم في العراق منتصف خمسينيات القرن الماضي، وعضو في الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة كامل الجادرجي.
وتابع قوله أن الفقيد ساهم في العديد من الفعاليات الجماهيرية والتظاهرات، وكان له صوته الشعري العالي في تلك المناسبات، مشيرا إلى أن الفقيد يمكن أن نعده واحدا من الأسماء التي ساهمت في الحركة التنويرية في العراق ابان الخمسينيات، وانه استطاع أن يخط له نهجا ضمن هذا التيار، بفكره التنويري وقصائده المعارضة.
وتحدث الضيف عن شجاعة الوردي، وعدم خشيته من الأنظمة الدكتاتورية، مستذكرا بعض مواقفه في هذا الشأن.
وأضاف قائلا أن الوردي لم يساوم على مبادئه إطلاقا، وظل وفيا لأفكاره ومنحازا إلى الطبقة العاملة والكادحين، ومناصرا لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، ولاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، ورابطة المرأة العراقية، وحركة أنصار السلم.
وذكر د. العتابي أن الفقيد أصدر أول ديوان شعري له عام 1959، بعنوان «طلائع الفجر».
وفي الخـــتام، قدم الملتقى شهادة تقدير إلى د. جمال العتابي.