اخر الاخبار

ضيّف “ملتقى رواد المتنبي” الثقافي، أول أمس الجمعة، الإعلامي حسن حسين، الذي تحدث في جلسة عنوانها “الهجرة إلى أوربا – مواقف الأحزاب والحكومات”، بحضور وزير الثقافة الأسبق ورئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، إلى جانب جمع من المثقفين والناشطين والأكاديميين.  الجلسة التي التأمت على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، والتي أدارها الناشط الحقوقي محمد السلامي، استهلها الضيف قائلا أن هناك دولا أوربية تستقبل اللاجئين، ولديها أنظمة ديمقراطية راسخة ومجتمع مدني متقدم وقوانين لجوء ومحاكم تدافع عن حقوق اللاجئين، منها ألمانيا وهولندا وبلجيكا والسويد، مبينا أن “هناك نوعين من الهجرة، هما: النظامية وغير النظامية”.

وأضاف قائلا أن “الهجرة النظامية تعني الدخول إلى المهجر رسميا، بتأشيرة دخول وعقد عمل. أما غير النظامية فتعني الدخول بصورة غير شرعية، عن طريق التهريب”، مشيرا إلى أن “الهجرة النظامية بدأت أوائل خمسينيات القرن الماضي، خصوصا إلى ألمانيا، وكانت لأغراض العمل بعقود رسمية”. وتابع قوله: “أما الهجرة غير النظامية، فقد بدأت اواسط السبعينيات، على شكل أفراد وعائلات”، مبينا أن “غالبية المهاجرين في تلك الفترة، من المسيحيين اللبنانيين الذين تركوا بلادهم بسبب الحرب الأهلية، إضافة للعراقيين الذين بدأوا يهاجرون منذ أوائل عام 1979، نتيجة الوضع السياسي وقمع النظام الدكتاتوري”.

ولفت إلى أن “هجرة العراقيين ازدادت كثيرا، خلال فترة الحرب العراقية – الإيرانية. وبعد حرب الخليج والحصار الاقتصادي، ازدادت أعداد العراقيين المهاجرين أكثر، حتى وصلت إلى مئات الآلاف”. ثم تحدث حسين عن موجة الهجرة الجماعية التي بدأت عام 2015، والتي وصلت فيها أعداد المهاجرين إلى ألمانيا لأكثر من مليون مهاجر، موضحا أن “هذا الأمر وضع الحكومة الألمانية أمام مشكلة. فأما أن ترفض هذه الأعداد أو تقبلها. وفي النهاية وافقت، ما تسبب في مشكلة إدارية كبيرة لبلديات ومحافظات الولايات الألمانية، من حيث إمكانية السيطرة أمنيا على المهاجرين، فيما إذا كان بينهم إرهابيون أو دواعش، إلى جانب دراسة بياناتهم ومساعدتهم وإدخالهم في دورات تأهيل”.

ونوّه الضيف إلى أن “هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين، شكلت نقطة تحول في سياسة اللجوء، وأثرت كثيرا في السياسة الألمانية. فالمحافظون يرفضون أن يكون بلدهم بلد لجوء، إلا أن الواقع فرض هذا الأمر، لوجود قانون يسمح بذلك”.

وذكر الضيف أنه “بعد ازدياد أعداد المهاجرين، ظهرت تيارات وأحزاب يمينية متطرفة، معادية للمهاجرين، وللنظام الديمقراطي أيضا، ومحسوبة على النازية. وهذه الجماعات ترفض المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا”.

ثم ألقى الضوء على أعداد المهاجرين، والتي وصلت – حسب الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية – إلى 80 مليون مهاجر، اضطروا إلى مغادرة بلدانهم بحثا عن العمل والأمان والمستقبل الأفضل لأطفالهم.

ونوّه إلى انه “لمكافحة الهجرة غير النظامية، عقدت دول أوربا اتفاقات مع المغرب وتونس ومصر وبعض دول أفريقيا، وانفقت مبالغ كبيرة في سبيل ذلك. كما اتفقت مع تركيا لاستقبال اللاجئين السوريين مقابل مبالغ مالية، ومنعهم من الهجرة إلى أوربا”، مؤكدا أن “هذه الاتفاقات تحولت إلى صفقات تفيد المتنفذين ولا تفيد اللاجئين”!

وختم الضيف حديثه قائلا أنه “على الدول التي تريد منع مواطنيها من الهجرة، أن توفر لهم فرص عمل وتؤمّن ظروف العيش الكريم”.

وفي الختام، قدم الرفيق مفيد الجزائري، شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الإعلامي حسن حسين.