اخر الاخبار

يصادف يوم الثامن من اذار من كل عام اليوم العالمي للمرأة، ويعد هذا اليوم عيدا للمرأة واحتفالية لتتويج انجازاتها ومساهماتها في مجتمعها وقياس مجهوداتها والوقوف على الإنجازات التي حققتها على امتداد عام كامل من المشاركة الفعالة والنضال الدائم. كما أن هذه الاحتفالية هي بمثابة فرصة لإيصال صوتها للمطالبة بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية بالتركيز على جميع الصعاب والمشاكل التي ما زالت تواجهها. كما أن للمرأة دورها الفعال في نهضة المجتمع ولا تختلف عن الرجل في أهمية وجودها، بل أنها تشكل نصف المجتمع، كما لها دور أساسي في إصلاح المجتمع، فهي تمارس كل الأدوار والمهن دون أي تعب او كلل، وقد أثبتت المرأة أيضا قدرتها على خوض الحياة السياسية في المجتمع من خلال توليها العديد من المناصب السياسية المهمة في الدولة وقدرتها على إنجاز المهمات المتعلقة بالمنصب السياسي.

وفي العراق شكلت انتفاضة تشرين الباسلة فرصة كبيرة لتواجد النساء ومن مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية لإيصال أصواتهن إلى العالم من خلال مشاركتهن في ساحات الاحتجاجات وفي خيمة للنساء في ساحة التحرير، مطالبات بالحريات والحقوق والمساواة، والمبادرة بالتعريف بحقوق المرأة العراقية والدعوة إلى تلبيتها.. والانتفاضة التشرينية انطلقت من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية، وهذه المطالب لا يمكن تحقيقها بغياب دور المرأة العراقية عن المشهد العام. كما أن حضور ومشاركة المرأة العراقية الفاعل والمؤثر في انتفاضة تشرين الباسلة يعتبر إحدى العلامات البارزة فيها، والتي تمثلت في مشاركة النساء بجانبين رئيسيين وهما الحضور المتواصل والثاني المساهمة في تقديم الخدمات مثل الطبخ والتنظيف وتقديم الإسعافات الأولية. وقد دخلت المرأة العراقية هذا الميدان ليس لوحدها وإنما بمشاركة أخوية وودية مع جميع رفاقها المتظاهرين من الذكور.

لقد سجل هذا الحضور والمشاركة نزعا لجدار العزل والتمييز وساهم في خلق أجواء اجتماعية وانسانية بناءة، كذلك نزول المرأة العراقية تحت عنوان نازلة آخذ حقي، برهن على قدرتها في المشاركة بكافة شؤون الحياة العامة، واستعدادها لتحمل المواجهات القمعية التي مورست ضد تطلعاتها الثورية، ولتساهم بقوة في ثورة الشباب العراقي وحركة التغيير المنشود رغم كل الظروف والاوضاع الملغومة في الشوارع العراقية، لذا فإن الدور الذي لعبته المرأة العراقية في ظل هذه الظروف القاسية هو دور عظيم بكل المقاييس، ناهيك عن أن المرأة التي شاركت منذ بداية الانتفاضة الباسلة وبشكل فاعل قدمت عددا من الشهيدات برصاص الغدر وكذلك تعرض العديد منهم إلى الضرب والطعن بالسكاكين والاختطاف وخاصة من كنّ يعملن مسعفاتٍ في ساحة التظاهر والاحتجاج .

ألف تحية لكل نساء العالم وبالأخص النساء العراقيات في يوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي.

 

عرض مقالات: