اخر الاخبار

في كل الازمنة وفي كل العالم، هناك اناس من الرجال او النساء يطلق عليهم (جنود مجهولون) لهم أدوار مهمه وبعضها غير منظورة، في خضم الحياة الاعتيادية او في خضم النضال والكفاح، وكذلك في الحروب العالمية وحروب الانصار وعلى مر التاريخ.

وضعت بعض الدول لهؤلاء الجنود المجهولين نصبا وتماثيل وحتى أضرحة لأنهم أدوا ادوارا ومهمات على أكمل وجه، هؤلاء الجنود المجهولون لم تعرف اسماؤهم أو كنيتهم حتى قبورهم او اي شيئ عنهم.

واذ تحدثنا عن تجربتنا الانصارية التي جرت بين اعوام 1978 إلى 1989 والتي كانت ضد النظام الدكتاتوري في العراق، يحتاج منا الكثير من التدوين والحكايات عنهم. من بين هؤلاء كانوا مؤثرين في مهماتهم وعملهم خاصة بين الناس والجماهير واقرانهم والذين عايشوهم.

المهام الموكله لهم تستدعي الموقف والاقدام والبطولة، بعضهم استشهد والبعض الآخر لازال في هذه الحياة، لقد ضحوا بالغالي والنفيس ووضعوا مستقبلهم رهن مستقبل القضية التي آمنوا بها. هؤلاء هم كثيرون ونحتاج وقتا للحديث عنهم، وربما يأتي الوقت لتكون بطولاتهم جزءا من حكايا الناس الذين يعرفونهم.

عاش الانصار بين ثنايا الجبال ووديان ومغارات وكهوف، وحاولوا وبطرق مختلفة الوصول إلى الناس لتقوية صلتهم وتوعيتهم بأحاديث وطنهم وسلطته الدكتاتورية.

هؤلاء الجنود لهم خاصية معينة منها الشجاعة والصبر والتحمل والسكوت، غير مبالغين بالأمور التي تجابههم، فقد كان الجوع والعطش والبعد والمرض والألم والتعب وغير ذلك.

عايشت الكثير منهم، في أيام حلوة وايام قحط، وعايشتهم سنين النضال للفترة المشار لها وكانوا ابطالا بمعنى الكلمة، متمنيا من كل الاعزاء الأنصار أن يكتبوا عن هؤلاء المتميزين.

محمد خلف مجيد (ابو شروق) التحق في دورة العسكرية في لبنان بداية آيار 1979 في معسكر الدامور. بعد التخرج نقل مع مجموعة من الانصار إلى طرابلس لبنان.

من أوائل الملتحقين إلى كردستان في بهدنان في نهاية ايلول 1979 مع ثلاثة من الانصار هم (ابو حازم وسلام تحياتي وأبو وجدان)، استلم مسؤلية فصيل المقر في بهدنان، وهو يمتلك خصالا كثيرة منها المبادرة والهمه والاخلاص اضافة إلى الشجاعة، وكان له دور اساسي مع بقية الانصار في بناء مقر قاطع بهدنان في كوماته قرب الحدود العراقية التركية.

وبعد الالتحاقات الكثيرة وتوسع العمل وتشكيل سرايا جديدة أنيطت به مسؤولية السرية الثالثة والتي أعطيت لها مهمة النزول إلى عمق الوطن في منطقة دشت الموصل ومناطق الزيبار، وساهمت السرية بعدة اعمال عسكرية متميزة، وأطلق على نفسه ملازم شاكر لسهولة نطقه بين الاهالي في المنطقة.

نقل بعدها النصير أبو شروق إلى أربيل وقدم جهدا كبيرا مع الانصار الآخرين خاصة في فترة المعارك المحتدمة مع الاحزاب الاخرى. هذا النصير يستحق ان يكتب اسمه باحرف ذهبية في تاريخنا الانصاري.

غادر كردستان العراق إلى اليمن ثم إلى ليبيا، وتكاتبت معه ومن بعض رسائله...

-العزيز.. تحية الحب أين ما تكون وللعائلة الكريمة أجمل الأمنيات

رغم أنى تعرضت لحادثة سقوط في السنة الماضية وعملية خطيرة في الجمجمة وكنت حقيقة بين الحياة والموت.. اذ سقطت من دور إلى دور والسقطة على الرأس.. والمهم فقدت الذاكرة لأكثر من شهرين لكن يبدو أنني استعدت الذاكرة القديمة.. ذاكرة شبابنا ياصاحبي في لبنان .. دكتورتنا جميلة في مخيم البداوي.. مدفعيتنا التي نتدرب عليها والاصدقاء .. أبو وطن.. أبو ثائر .. صالح .. .. أبو مازن.. أبو روزا.. نهاد والشهداء أبو سلمى..... وغص القلب بالأحزان.. بودي أن أقرا كتابك أيها الحبيب لكني في بلد الممنوعات.. لا أستطيع استلامه..

اخوكم ابوهافال

قبل سنوات توفي ابو شروق (ابو هافال) في ليبيا ودفن هناك.

المجد وألف تحية لك وباقات عطرة على قبرك دائما.

عرض مقالات: