اخر الاخبار

إحياء للذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين، عقد المنتدى العمالي الثقافي التابع إلى اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الجمعة في بغداد، ندوة حول الانتفاضة ووقائعها ومآلها.

وضيّف المنتدى في الندوة كلا من الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، وعضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة انتصار الميالي، والناشط المدني أصيل عبد الأمير، وعضو اتحاد الطلبة العام عبد الله غالب.

الندوة التي التأمت على “قاعة الشهيد الصرّاف” في مقر الحزب الشيوعي بساحة الأندلس، حضرها عدد من قيادات الحزب وأعضائه إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين بالشأنين السياسي والاجتماعي.

وبعد أن رحب مدير الندوة الإعلامي بسام السينمائي بالحاضرين، ودعاهم إلى الوقوف إكراما لشهداء الانتفاضة والوطن، اشار الى اعتذار الشاعر يحيى السماوي ود. اسماء جميل لعدم تمكنهم من حضور الندوة، وقدم الشاعر عمر السراي الذي قدم ورقة تناول فيها دور المثقف في الحراك الجماهيري.

وقال أن انتفاضة تشرين هي امتداد مستمر للحراك الجماهيري “لذلك لا أضع أمام اسمها كلمة ذكرى، لأن الذكريات عادة ما تربطنا بالقضايا المتحفية، وكأننا طوينا مرحلة وتوجهنا إلى مرحلة جديدة”، جازما بأن “أهم مفصل من مفاصل العراق بعد 2003 هو انتفاضة تشرين”.

وأوضح السراي ان “ما جرى في اليوم الاول من تشرين عام 2019 ، ما كان له ان يكون لولا التمهيد الفكري والشعبي الذي قاده الوعي الجماهيري منذ عام 2009، مرورا بعام 2010، عندما امتد هذا التنظيم ليتوج في عام 2011 بنشاط انتفاضي حقيقي وصراع لقوى حرة ضد قوى تمثل السلطة. لذلك كانت انتفاضة تشرين محملة بالوعي المتراكم، وجاءت طبيعية غير مصنوعة”.

وعن دور المثقف، قال أنه “دور تنويري. وأن التراكم الثقافي والتبشير الدائم بالتغيير والانتفاض هو ديدن المثقف العراقي منذ عشر سنوات قبل تشرين”، مشيرا إلى أن “هناك دورا كبيرا للمثقفين في انتفاضة تشرين، عن طريق خيمات الادباء والفنانين والمحامين والاطباء والزراعيين، وخيمات القوى المدنية والأحزاب المقبولة من الجماهير”.

وتوّج الشاعر السراي مداخلته بالقاء قصيدته المعروفة عن انتفاضة تشرين، والتي كان قد ألقى جزءا منها السنة الماضية في حفل افتتاح المؤتمر 11 للحزب الشيوعي العراقي ببغداد، والتي ننشر اليوم نصها الكامل على صفحة “ثقافة”.

بعدها قدم مدير الندوة الرفيقة انتصار الميالي الت يتحدثت عن دور المرأة في انتفاضة تشرين، وقالت أن “المرأة كانت حاضرة في الانتفاضة رغم التحديات التي واجهتها، ومشاركةً في كل الادوار. وقد أوصلت رسالة إلى كل العالم على المستوى الوطني والاقليمي والدولي.. رسالة رُسخت وحُفرت في الذاكرة ولم تمح عن الصور البطولية في الانتفاضة”.

وتطرقت إلى دور المرأة في التظاهرات خلال الأعوام السابقة وصولا الى تشرين. ووصفتها بـ “نبض الاحتجاج وروح الحرية”.

وتابعت أن “المرأة المنتفضة تعرضت للتهديد والتشهير والاختطاف والقتل، لكنها رغم ذلك لم تضعف، فواصلت مشاركتها في التظاهرات متصدية ومحطمة كل القيود”.

وأوضحت الرفيقة انتصار أن “المرأة في الانتفاضة لم يقتصر دورها على الأنشطة البسيطة كالطبخ وتقديم الخدمات للمتظاهرين، بل انها كانت في خط المواجهة الاول، وتعرضت الى الرصاص الحي والقنابل الدخانية. كما انها قامت بإسعاف المصابين ونقل الشهداء”، مؤكدة أن “المرأة كانت لها خيمات في جميع ساحات الاحتجاج، في بغداد والمحافظات، ومنها (الخيمة العراقية) في ساحة التحرير. كما أنها (المرأة) كانت قائدة للمسيرات وسور سلام بين المتظاهرين وجماعات القمع”.

وتحدث في الندوة أيضا الناشط المدني أصيل عبد الأمير، الذي ألقى الضوء على دور الحزب الشيوعي العراقي في انتفاضة تشرين. وقال أنه “كان للشيوعيين العراقيين دور كبير في الاحتجاجات السلمية. إذ يتحدث الناس عن تنظيمهم وسلميتهم ومحافظتهم على الاملاك العامة والخاصة، ما ساعد على نشر الثقافة الاحتجاجية وزيادة الوعي الجماهيري”، مشيرا إلى أن “الحزب عمل على تشكيل مختصات وتجمعات للحراك الشعبي، وشارك في أغلب الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي قام بها العمال والطلبة والكوادر التدريسية وغيرهم من الشرائح، منذ عام 2015 وما بعده.. كل ذلك كان تمهيدا لانتفاضة تشرين، التي كان الرد الحكومي عليها عنيفا وقاسيا”.

آخر المتحدثين في الندوة، كان عضو اتحاد الطلبة عبد الله غالب، الذي تطرق إلى دور الحراك الطلابي في انتفاضة تشرين.

وبيّن أنه “على مدار التاريخ، كانت الحركات الطلابية هي الابرز والانضج والمحرك للتغيير. فحراك تشرين لم يكن حديثا أو ناتجا عن الانتفاضة، وإنما سبقها بثورة القمصان البيض التي انطلقت في جامعة المثنى وحرّكها اتحاد الطلبة العام لمنع دخول الفاسدين الى الجامعة”.

وأشار إلى أن الاضراب الطلابي ساهم في دعم الانتفاضة وأدخلها إلى الفضاء الوطني الأوسع، مستذكرا دور طلبة الدراسات القانونية والحقوقية في العمل على القضايا القانونية المرتبطة بالانتفاضة، ودور طلبة المجموعة الطبية في إسعاف جرحى التظاهرات وتقديم الخدمات الصحية للمنتفضين.

وفي الختام، حثّ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق عمار البياتي الذي كان بين الحاضرين، رفاقه على التعبئة الجماهيرية للمشاركة في إحياء ذكرى الانتفاضة.