اخر الاخبار

أقام “نادي الكتّاب” في كربلاء، عصر الأربعاء الماضي، حفل استذكار لشهيد الثقافة العراقية، الرفيق كامل شياع، في مناسبة مرور 14 عاما على اغتياله بأياد إرهابية آثمة على “طريق محمد القاسم” في بغداد.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة نقابة المعلمين وسط كربلاء، جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، وأداره الرفيق سلام القريني.

قرأ القريني اولا عددا من البرقيات التي عزّت بذكرى اغتيال شياع، وفقدانه كأحد حملة مشروع التغيير والحداثة، وكوطني يساري نبيل صادق، لم يحِد عن التزامه السياسي العام، حتى سكن العراق وجدانه وعقله، وظل يواصل نضاله بقلمه وحكمته وشجاعته في قول الحق مع المناضلين في سبيل وطن حر ديمقراطي مستقل.

واستعرض بعدها جانبا من السيرة الذاتية للشهيد، وعرّج على أهم منشوراته وأبرز من كتب عنه.

وخلال الحفل، تحدث بعض الحاضرين عن شهيد الثقافة، وكان أولهم د. عدنان المسعودي، الذي تطرق إلى مشروعه الثقافي. وقال أنه “لا يمكن لنا استيعاب مشروع كامل شياع النقدي التنويري دون الوقوف على أفكار الفيلسوف أنطونيو غرامشي”. 

وأضاف أن “أفكار غرامشي ترتكز على الكف عن مناهج التبرير وتعليق اخطاءنا السياسية والفكرية بعنق متهم، والتوجه فورا لمراجعة أسس النظرية الماركسية وإعادة تقييمها من جديد، خصوصا الجدل الهيغلي وقوانين الصراع الطبقي المتعلقة بالجانب التطبيقي للديالكتيك، إضافة للبنية التحتية والفوقية”.

من جانبه تحدث أستاذ الفلسفة في جامعة أهل البيت د. كامل عزال، عن ماهية المثقف العضوي والمثقف التقليدي بالنسبة لغرامشي. وأوضح أن “غرامشي يرى ان كل البشر مثقفون بمعنى من المعاني، لكنهم لا يملكون الوظيفة الاجتماعية للمثقفين. فالتقليدي يعيش في برجه العاجي ويعتقد انه اعلى من كل الناس، في حين أن المثقف العضوي هو الذي يحمل هموم عصره، ويرتبط جذريا بنضال طبقة اجتماعية صانعة للحياة ومتفاعلة معها ارتباطا بقضايا الجماهير”.

أما آخر المتحدثين، فكان مسؤول “التجمع الثقافي من أجل الديمقراطية”، صباح حسن، الذي تحدث عن زيارة الشهيد شياع مدينة كربلاء قبل استشهاده بأسابيع.

وقال ان تلك الزيارة دامت يوما وليلة، وكان يرافقه فيها السفير خليل الموسوي، وقد استهدفت إيجاد أمكنة مناسبة لتقوية بث إذاعة “الناس” التابعة للحزب الشيوعي العراقي، عبر نصب أبراج لهذا الغرض. ووقتها تبرع الرفيق كريم حسين عواد بالمكان، مبينا أن الشهيد كان مأخوذا بسحر القباب والمآذن في كربلاء، ومتفائلا بالتغيير. 

عرض مقالات: