احتضنت "ساحة مظفر" في مدينة الثورة (الصدر)، عصر أول أمس الجمعة، مهرجان الكتاب بموسمه الثاني، والذي أقامه "منتدى الركن المعرفي" في المدينة بمشاركة دور نشر وروابط ثقافية ومؤسسات مدنية ومتطوعين.
وبفضل إقامته على الساحة الواسعة المفتوحة في الهواء الطلق، جذب المهرجان أعدادا كبيرة حتى من المواطنين المستطرقين، كبارا وصغارا، ما منح الجميع فرصة الانضمام إلى الفضاء الثقافي، وإشباع اهتماماتهم بالثقافة وميادينها.
وشهد المهرجان الذي حملت دورته هذه اسم الشاعر الشعبي الراحل جبار رشيد، حضور آلاف القادمين من مناطق مختلفة في بغداد والمحافظات القريبة، إضافة إلى حضور وجوه ثقافية وإعلامية وأدبية وشخصيات رسمية، ما يُدلل – وفقا لمتابعين – على توق الناس للمعرفة والجمال، وتطلعهم الى كل ما يشيع أملا في الارتقاء بالواقع الثقافي، لا سيما في هذه المدينة التي أنجبت على مدى تاريخها مبدعين كثرا في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والفنية والرياضية، بينما عانت ما عانت من ويلات الفقر والتهميش.
وحضر المهرجان أيضا عدد من القياديين في الحزب الشيوعي العراقي، إضافة إلى العشرات من الرفيقات والرفاق. وكان بين المساهمين في فعاليات المهرجان وأعضاء لجنته التنظيمية، رابطة المرأة العراقية، فضلا عن اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي. حيث دعم العديد من الرفاق ومن أعضاء الرابطة والاتحاد، المهرجان بالتبرع بالكتب، إلى جانب الدعم المالي.
وازدانت أرض المهرجان بموائد الكتاب. إذ تم توزيع نحو 8 آلاف كتاب مجانا على الزائرين في خطوة لاقت تفاعلاً واسعاً بين الحاضرين، لما تحمله من رسالة تشجيع على القراءة وتعزيز الوعي الثقافي. فيما شهد المهرجان فعاليات منوعة، منها قراءات شعرية ومعارض فنية وجلسات حوارية مع أدباء ومثقفين ومهتمين بالكتاب، فضلا عن عرض مسرحي يُشجّع على اقتناء الكتب ومطالعتها، قدمه فنانون شباب، وورش عمل لتعزيز مهارات الكتابة.
كذلك خُصصت زاوية لأدب الأطفال جذبت أعدادا كبيرة من الصغار وأسرهم. في حين نُظمت فعالية رسم حر استعادت صورة الشاعر الراحل جبار رشيد.
ويسعى منظمو المهرجان لتحويل هذا الحدث السنوي إلى منصة دائمة لتلاقح الأفكار وتشجيع القراءة والإبداع. بينما عدّوا في تصريح صحفي، الاحتفاء بالشاعر الراحل جبار رشيد في هذه الدورة، رمزية حية للحفاظ على إرث الشعر الشعبي العراقي العريق ونقله للأجيال القادمة.
ولفتوا إلى أن الدورة الثالثة ستنطلق بحجم أكبر وبفعاليات أوسع، بما يحوّل المهرجان إلى تقليد ثقافي سنوي يعزز مكانة مدينة الصدر كمركز إشعاع معرفي وفني.
وفي المقابل رأى العديد من زائري المهرجان أن هذا الحدث يمثل ولادة جديدة للثقافة في هذه المدينة.