شهدت مدينة الناصرية، أخيرا، جلسة احتفاء بالشاعر البصري الكبير كاظم الحجاج، نظمها اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
وخلال الجلس، التي أدارها الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي، قرأ الحجاج مختارات من نتاجه الشعري الممتد عقودا. فيما قُدمت شهادات من أدباء عديدين، حول تجربته في كتابة قصيدة النثر، ودوره في المشهد الثقافي عراقيا وعربيا.
وفي حديث صحفي على هامش الجلسة، قال الحجاج أنه "يمكن اعتبار هذه الجلسة بمثابة خاتمة لمسيرتي الشعرية. فلا اعتقد أن هناك جلسة توازيها بهذه المحبة"، مضيفا قوله: "أعتز بأن يُحتفى بي في الناصرية.. مدينة التاريخ البشري وموطن أول ملحمة شعرية، ملحمة كلكامش". وتابع الحجاج قائلا: "حضور كهذا يمثل قيمة خاصة، والاحتفاء الذي لمسته يعكس كرم الجنوب المعروف، وهو أمر ليس غريباً على مدينة صنعت الحضارة وساهمت في ترسيخ ذاكرتها الثقافية".
من جانبه، قال رئيس اتحاد ادباء ذي قار علي الشيال، أن "الموسم الثقافي لاتحادنا انطلق باحتفالية خصصت للشاعر كاظم الحجاج، الرمز الشعري المهم"، موضحا أن "ما شهدته الناصرية اليوم يعكس حضور الشعر العراقي والعربي عبر تجربة هذا الشاعر".
وأشار إلى ان "كاظم الحجاج يعد من الأسماء البارزة التي ساهمت في تخريج أجيال شعرية وثقافية، وهو من الأصوات التي بقيت متمسكة بالعراق والبصرة رغم الظروف، وظل حاضراً بقصائده التي اتسمت بالمواقف والمشاكسة في مختلف الأزمنة".
إلى ذلك، قال المؤرخ والناقد صباح محسن، أن "كاظم الحجاج هو أحد أبرز الأصوات البصرية التي حملت الهم العراقي، وأحد أوائل كتاب قصيدة النثر في العراق. وقد ظل ملاصقاً لتراث الجنوب وماء البصرة ونخيلها"، مضيفا القول أن "الحجاج جزء من جيل شعري واسع، غادر معظمه إلى المنافي خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي".