احتضنت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد صباح السبت الماضي، محاضرة فكرية بعنوان "الديمقراطية في الفكر والممارسة – عبد الفتاح إبراهيم وجمعية الرابطة الثقافية"، قدمها د. عماد الجواهري، وأدارها د. علي مهدي بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشؤون الفكرية والثقافية والسياسية.
وفي مفتتح محاضرته، توقف د. الجواهري عند محطات أساسية في سيرة المفكر والكاتب العراقي عبد الفتاح إبراهيم، أحد أبرز رموز الحركة الديمقراطية في العراق خلال القرن العشرين، متناولا محيطه الأسري والمرجعيات الفكرية المبكرة التي ساهمت في بلورة شخصيته.
ثم تطرق إلى تجربة إبراهيم في تأسيس "جريدة الأهالي"، التي كانت تحمل خطابا يُرسّخ مفهوم الديمقراطية الشعبية، فضلا عن نتاجاته في علم الاجتماع، وما يتعلق بالعقد الاجتماعي والحقوق، ودوره في مشروع التحديث السياسي، واهتماماته في قضايا التعليم والمرأة والديمقراطية والتنوير.
وأشار د. الجواهري إلى أن إبراهيم سعى لنشر وتعميق الوعي الديمقراطي والتقدمي بين الجماهير الشعبية، من خلال كتبه ومقالاته، إلى جانب مساهماته في إرساء قواعد علم الاجتماع في العراق عبر تحليلات مهمة لقضايا مجتمعية وسياسية.
كذلك تحدث عن تجربة إبراهيم في تأسيس "جمعية الرابطة الثقافية"، وما شكلته هذه الجمعية من منبر مهم لنشر الفكر التقدمي.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، وعقّب عليها د. الجواهري بصورة ضافية، مستندا إلى قراءاته الطويلة للمصادر وإلى تجربته الأكاديمية.
وفي الختام، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. عزت أبو التمن، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. عماد الجواهري، تكريما لعطائه العلمي ومساهماته في دراسة التاريخ والفكر الديمقراطي في العراق.
جدير بالذكر، أن المفكر عبد الفتاح إبراهيم ولد عام 1904 في مدينة الناصرية، ودرس الابتدائية في البصرة، والثانوية في بغداد. ثم سافر عام 1930 إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية. بعدها عاد إلى بغداد ليعمل في حقل التعليم، لكنه لم يستمر. إذ سافر إلى أمريكا لإكمال دراسته العليا في جامعة كولومبيا.
وألف إبراهيم كتبا عدة في علم الاجتماع، منها "مقدمة في الاجتماع"، "دراسات في علم الاجتماع" و"الاجتماع والماركسية". وقد توفي عام 2003.