اخر الاخبار

احتشد الآلاف من جمهور مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي الـ 78 في سويسرا، والذي اختتم يوم 16 آب الجاري، لمتابعة العرض الأول لفيلم "كلكامش – حلم إركالا" للمخرج العراقي محمد الدراجي.

وعُرض الفيلم في الهواء الطلق على ساحة "بيازا غراندي" وسط مدينة لوكارنو، والتي تتسع نحو 8 آلاف متفرج. حيث اعتلى فريق العمل خشبة المسرح وسط تصفيق الجمهور، في لحظة احتفالية مؤثرة.

وفي تقديمه الفيلم، قال الدراجي: "عندما أنظر إلى الوراء، أرى 7 آلاف سنة من التاريخ البابلي والسومري. بالنسبة إلي، كعراقي، التاريخ هو هويتي. هذا الماضي هو ما ساعدني على معرفة من أنا، بخاصة في هذه المرحلة من حياتي، وفي مسيرة شعبي".

وتجري أحداث الفيلم على ضفاف دجلة في بغداد. حيث يُكافح صبي في الثامنة يُدعى تشوم – تشوم، من أجل البقاء في وطن أنهكته الحروب المتتالية. ويعيش هذا الصبي في عالم من الخيال والأساطير القديمة، مدفوعاً برغبة عميقة في استعادة والديه اللذين فقدهما. وإلى جانبه يقف مودي، شاب يتخذه أخاً ومرشداً، يشق طريقه باحثاً عن مخرج من واقع مرير.

وتحضر ملامح العراق المعاصر، بقوة في تفاصيل الفيلم، من خلال قصة صداقة ومقاومة في وجه الخراب. حيث تمتزج الأحلام بالآلام.

ورغم أن الدراجي يحمل الجنسية الهولندية، إلا انه عاد إلى العراق في السنوات الأخيرة ليعيش ويعمل. وبالنسبة إليه ان البقاء في بغداد موقف نابع من إيمان عميق بمستقبل بلاده. فهو يرى في وجود أبنائه على هذه الأرض دافعاً كافياً للاستمرار.

وتحدث الدراجي عن تجربته في عرض أفلامه في العراق. حيث حرمت المدن من دور السينما بعد أن دمرت خلال السنوات العصيبة، مبينا أنه منذ عام 2008، بدأ بتنظيم عروض في الهواء الطلق، في الصحراء والقرى، على ضفاف الأنهار، داخل السجون والمستشفيات، وحتى أثناء تظاهرات تشرين عام 2019 في ساحة التحرير.

وأكد أن الناس كانوا يجلسون على الأرض، يتابعون الأفلام بإصرار وفضول. لكن حين رأى صورة ساحة "بيازا غراندي"، أيقن أنها المكان الذي يجب أن يعرض فيه فيلمه الجديد. إذ رأى في هذه اللحظة تتويجاً لمسار طويل من التحدي والإصرار.. تشوم - تشوم، بطل فيلمه، يظهر أخيراً على شاشة عملاقة أمام الآلاف!

ومن المقرر أن يُعرض "كلكامش – حلم إركالا" في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في كندا بدورته الـ 50، والذي من المقرر أن يُقام في الفترة من 4 إلى 14 أيلول المقبل.