اخر الاخبار

ضيّفت الجمعية المندائية في ستوكهولم، الجمعة الماضية، الأستاذ سامي بهنام المالح، الذي تحدث عن كتابه الصادر أخيرا "التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي خيار تربوي وضرورة مجتمعية"، وذلك في جلسة حضرها جمع من أبناء الجالية العراقية في السويد.

أدار الجلسة الأستاذ فرات المحسن، واستبقها بتقديم سيرة الضيف وإلقاء الضوء على كتابه.

وقال إن "الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية كبرى في عصر المعلوماتية، وانه تقدم سريعا في مجال الابتكارات العلمية، وصار يتفوق في بعض الأحيان والمجالات على التفكير البشري، إضافة لقدراته البالغة على حل المعضلات العلمية والحسابية"، لافتا إلى انه "من الجائز مستقبلا خلق كائنات رقمية تتفوق في ذكائها على الإنسان".  فيما استشهد برأي مقتبس من كتاب المالح، مفاده أن الاستخدام العلمي النافع والمتعدد الأغراض للذكاء الاصطناعي، يحتم الانتباه والإدراك بأن هذا الذكاء ليس مثاليا بالضرورة، على اعتبار ان التقنية تعتمد أساسا على الخوارزميات والبيانات التي تقدم من قبل البشر، والتي ممكن أن تكون منحازة وغير دقيقة.

وتابع قائلا، أن "التفكير النقدي يصبح في هذه الحالة ضرورة قصوى وحاجة ماسة لمتابعة ومراقبة الابتكارات وما يرافقها من نتائج".

بعد ذلك، تحدث المالح عن كتابه وطبيعته والضرورة التي دعته إلى تأليفه في هذا الوقت، مشيرا إلى أن كتابه علمي أكاديمي تخصصي تربوي، ويتضمن استدلالات في مفاهيم التعلم والسلوك الإنساني والتدقيق النقدي في طرق البحث العلمي وأساليبه.

وأضاف أن الكتاب يتناول التعلم الآلي والتعلم غير الخاضع للإشراف، والذكاء الاصطناعي في التعليم والمدرسة.

وعرّج الضيف على التفكير النقدي وأهميته. في حين تناول التطورات الواسعة للتقنيات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة وفي المجالات العلمية، كالطب والتعليم والتصاميم الهندسية، إلى جانب حلول المعضلات الاجتماعية واتخاذ القرارات والتفكير، منوّها إلى أن هذه التقنيات تُمكّن الآلة من أداء مهام كانت تتطلب ذكاءً بشرياً.

وقبيل حديث المالح، كان مدير الجلسة قد سلّط الضوء على أبواب الكتاب وفصوله. حيث ذكر أن الفصل الأول من الباب الأول يبحث في طبيعة التفكير عند البشر، والفصل الثاني يبحث في أصول وجذور التفكير النقدي وصلاته المباشرة بالعلوم الفلسفية والنفسية والاكتشافات العلمية. بينما يتناول الفصل الثالث ماهية التفكير النقدي تعريفا ومناقشة، والرابع يشرح أهمية وضرورة التفكير النقدي ودوره في الابتكارات ومعالجة البحوث العلمية من منظور نقدي.

ومضى المحسن في حديثه إلى ان الفصل الخامس يقدم نماذج توضح تفاعل مكونات التقنيات والتفكير النقدي، والسادس يتطرق إلى الحجج والمغالطات في التفكير النقدي، مضيفا أن البابين الثاني والثالث الأخيرين، بفصولهما، يشرحان الذكاء الاصطناعي وأنواعه ومستوياته.

وخلص إلى أن الكتاب غني ودقيق في محتواه. يقدم تفاصيل دراسية بحثية حول التقنيات العلمية والطبيعة البشرية وفلسفة الحياة ومستقبل الإنسان ومواجهاته الحتمية مع التغيرات والتطورات المتسارعة، فضلا عن كيفية إمساك البشر الحقائق وتطويرها وتطويعها والتحكم بها، إضافة إلى كيفية السيطرة على انفلات مرتقب للتقنيات، ربما إن حدث ستكون نتائجه وبالا على البشرية.

وفي الختام، قدم رئيس الجمعية المندائية في ستوكهولم، فاضل ناهي، باقتي ورد إلى الضيف ومدير الجلسة. فيما قدمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد باقة ورد إلى المالح، وباقات أخرى قدمها له عدد من الحاضرين.