اخر الاخبار

كشفت دراسة حديثة نشرتها منصة Futura Sciences الفرنسية، عن إنجاز علمي استثنائي، تمكّن فيه فريق من الباحثين من تتبع الحمض النووي الخاص بالفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي (1452-1519)، عبر 21 جيلاً، وصولًا إلى 6 من أحفاده الأحياء في الوقت الراهن.

هذا الاكتشاف الذي استغرق سنوات من البحث الجيني والتاريخي يفتح الباب أمام فهم أعمق للجوانب البيولوجية التي شكّلت العبقرية الإبداعية لرسام لوحة "الموناليزا" الشهيرة.

الدراسة اعتمدت على تحليل الكروموسوم Y، الذي يُورّث عبر الخط الذكوري، وهو ما أتاح للباحثين إثبات استمرارية السلالة الجينية منذ والد ليوناردو "بييرو"، وأشقائه غير الأشقاء.

وأوضح جيسي هـ. أوسوبل، الباحث في جامعة روكفلر، أن "التقدّم في تقنيات استخراج الخلايا الحية يجعل من الممكن اليوم تحليل آثار دقيقة، مثل بصمات الأصابع، لاستعادة معلومات وراثية".

ويمتد المشروع أيضاً إلى تحرّيات أثرية في بلدة الفنان الأصلية "فينشي". حيث قام الباحثون بتوثيق 7 منازل تعود لعائلته. وقد عُثر في أحد هذه المواقع على رسم محفور في مدخنة يُجسد "تنيناً وحيد القرن"، بأسلوب يُرجَّح أن يكون من أعمال دافنشي المبكرة. كما تشير وثائق أرشيفية إلى أن والدته "كاترينا" كانت على الأرجح عبدة من أصول شرقية، وهو ما يعزز النظريات حول خلفيته المختلطة ثقافياً وبيولوجياً.

وتجري حالياً تحاليل أولية على عظام تم استخراجها من سرداب في كنيسة سانتا كروتشي، يعتقد أنها تعود إلى أحد أقارب دافنشي. وفي حال نجاح استخراج الحمض النووي منها، ستتم مقارنته بالعينات الحديثة، ما قد يسمح بتحديد الصلة الجينية بدقة، ويفتح المجال لفهم الجانب الوراثي من إبداعه.

الباحثون يؤكدون أن هذا المشروع لا يندرج ضمن بحوث الأنساب التقليدية، بل يمثل تطوراً نوعياً في مجال علم الوراثة القديمة، وأنه يمكّن من إعادة قراءة إرث دافنشي من زاوية بيولوجية فريدة، ليس فقط كيف نظر إلى العالم، بل لماذا كانت رؤيته استثنائية إلى هذا الحد.