اخر الاخبار

أقامت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بالتعاون مع منظمة أربيل للحزب الشيوعي العراقي، مساء الخميس 31 تموز 2025، فعالية جماهيرية مهيبة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفيق الفريق الأول نعمان علوان سهيل (أبو رائد)، رئيس رابطة الأنصار، وذلك في "قاعة الشهداء" بمقر منظمة كَـلدو وآشور للحزب الشيوعي الكردستاني في مدينة أربيل. وحظيت المناسبة بحضور واسع ولافت، ضمّ نخبة من رفاق درب الفقيد، وأصدقائه وعائلته، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة. كان من بين الحضور الرفيق جاسم الحلفي، والرفيق كاو محمود، والرفيق كمال شاكر، كما شارك في الفعالية السيد فاضل ميراني، سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، ما يعكس التقدير العميق الذي تحظى به شخصية الفقيد داخل الأوساط السياسية الوطنية. وتخللت الفعالية كلمات ومداخلات مؤثرة قدّمها عدد من الرفاق والضيوف، تناولت أبرز المحطات في حياة ومسيرة الرفيق الراحل، وسلطت الضوء على دوره البارز في العمل السياسي والتنظيمي والعسكري، فضلاً عن خصاله الإنسانية، منها التواضع، وصلابة الموقف، وحسه الوطني العالي. وألقى الرفيق وسام الخزعلي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، كلمة الحزب في هذه المناسبة، مستعرضًا فيها المسيرة النضالية الطويلة والغنية للرفيق أبو رائد، ومؤكدًا على أن استذكار القادة التاريخيين للحزب هو وفاء لتضحياتهم، وتجديد للعهد على مواصلة طريق النضال الذي ساروا عليه.

نص كلمة اللجنة المركزية للحزب في المناسبة:

الرفيقات والرفاق،

الأصدقاء الأعزاء،

الحضور الكريم...

في هذه المناسبة المفعمة بالمشاعر، نلتقي اليوم لنستذكر معًا أحد القادة الكبار الذين نقشوا أسماءهم في سجل الكفاح الوطني والطبقي لشعبنا، الرفيق الفريق نعمان علوان سهيل، أبو رائد، الذي ودّعنا قبل عام بعد صراع طويل مع المرض، لكنه ترك إرثًا نضاليًا وبصمة خالدة لا تمحى.

لقد كان الرفيق أبو رائد من الرعيل الذي حمل السلاح من أجل مبادئه، وانتمى منذ شبابه المبكر إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، مؤمنًا بقضية الشعب، وواضعًا العدالة الاجتماعية في مقدمة أهدافه.

تميّز الفقيد بمسيرة عسكرية رفيعة وكان خلال خدمته مثالًا للانضباط والكفاءة والإخلاص. لم تكن رتبته العسكرية حاجزًا أمام وعيه الطبقي وانحيازه للفقراء والمحرومين، بل كانت أداة لتعزيز قناعته بأن التغيير الحقيقي لا يتم إلا من خلال النضال الجماهيري المنظم.

وعندما شدّد النظام الدكتاتوري قبضته القمعية في أواخر السبعينات، وازدادت حملة الاستهداف ضد الشيوعيين والديمقراطيين، كان أبو رائد من الأوائل الذين التحقوا بالحركة الأنصارية المسلحة التي انطلقت في جبال كردستان، معلنًا موقفًا واضحًا وشجاعًا في رفض الدكتاتورية والدفاع عن المبادئ التي نذر لها عمره. وفي صفوف الأنصار الشيوعيين، لعب أبو رائد دورًا قياديًا بارزًا، حيث ساهم في تنظيم القواعد وتخطيط العمليات الانصارية، وحرص على ترسيخ قيم التضامن والانضباط الرفاقي. وكان بمثابة المعلم والمربي والموجه، يزرع الثقة في نفوس المقاتلين، ويعكس بصلابته وهدوئه عمق الإيمان بعدالة القضية. وعلى الرغم من ظروف القتال القاسية، والبرد والجوع والتهديدات اليومية، لم يفقد أبو رائد بوصلته الإنسانية، وظل منفتحًا على هموم الناس، حريصًا على ربط النضال المسلح بنضال الجماهير في المدن والقرى. لم يكن أبو رائد مجرد عسكري متمرس أو مناضل ميداني فقط، بل كان مثقفًا حزبيًا واعيًا، يحمل فكرًا نقديًا ورؤية واضحة. شارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات الحزبية بعد سنوات النضال المسلح، وأسهم في توثيق التجربة الأنصارية لتبقى حيّة في ذاكرة الحزب والحركة الوطنية.

أيها الرفاق والأصدقاء...

إن استذكار أبو رائد اليوم، ليس مجرد وفاء لشخصه، بل هو وفاء لذاكرة نضالية جمعيّة، تمثل جيلًا من المناضلين الذين قدّموا أرواحهم وأعمارهم من أجل عراق حر، ديمقراطي، تسوده العدالة والمساواة.

وإننا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، إذ ننحني اليوم إجلالًا لذكراه، نؤكد أننا ماضون على الدرب الذي سار فيه، متمسكين بمبادئه ومخلصين لقيمه، ومؤمنين بأن إرادة التغيير ما زالت حيّة في نفوس الأجيال الشابة. وفي هذا اللقاء الاستذكاري، نتوجه بخالص الشكر والامتنان إلى رفاقنا في منظمة أربيل للحزب الشيوعي العراقي، ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، على تنظيمهم هذا الاستذكار المهيب، وعلى حرصهم الصادق في إبقاء سيرة الرفيق أبو رائد حيّةً في وجدان رفاقه ومحبيه.

كما نُحيّي جهود رفاقنا في الحزب الشيوعي الكردستاني، ومنظمة كَلدَوَاشور، على استضافتهم الكريمة وتوفيرهم كل مستلزمات إقامة هذه الفعالية.

تحية لروحك الطاهرة أبا رائد،

ولك السلام في ذكراك، والمجد في نضالك،

وستبقى حيًا في وجدان رفاقك ومحبيك.

 

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

٣١ تمــــوز ٢٠٢٥