اخر الاخبار

أقام المكتب الإعلامي التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، احتفالا في مناسبة الذكرى الـ90 لانطلاق الصحافة الشيوعية العراقية، وذلك على حديقة دار سكرتير منظمة الحزب في الهندية الرفيق هادي عودة الكفري.

الاحتفال الذي حضره جمع من الرفاق، تضمن ندوة أدارها سكرتير محلية كربلاء الرفيق مرتجى فاضل، وتحدث فيها مسؤول المكتب الإعلامي في المحلية الرفيق غانم الجاسور.

واستهل الرفيق فاضل، الندوة بمقولة لفلاديمير لينين، تفيد بأن "الصحيفة ليست فقط داعية جماعية أو محرضا جمعيا، بل هي في الوقت نفسه منظم اجتماعي".

وقال أن الصحافة الشيوعية منذ بداية انطلاقها عام 1935 حتى يومنا هذا، مثلت صوت العمال والفلاحين والفقراء والمهمشين والمحرومين، وكافة فئات الشعب دون استثناء، وانها لا تزال تعبر عن أهم القضايا السياسية والاجتماعية والأدبية والفكرية والمطلبية.

بعد ذلك، ابتدأ الجاسور حديثه مبينا أن الصحافة تعد من أدوات الاتصال المهمة في كل العصور، وانها يُفترض أن تكوّن أبعادا فكرية تهدف إلى إصلاح المجتمع وتبني مطالبه الملحة، وأن تعمل على نقل الحقيقة الناصعة.

ثم استذكر الصحفيين الشيوعيين الذين جمعوا بين عملهم النضالي الصحفي والسياسي، بين الثقافة والموقف، بين الحلم والجرأة في تحقيقه.

وأشار الجاسور إلى أن الرفيق فهد نشر الكثير من التقارير والمقالات المعنية بالقضايا المصيرية، في الصحافة العلنية والسرية، وتحت تواقيع عديدة، منها "يسن" و"فتى المنتفك"، وانه كان ينشر مقالات في جريدة "الرأي العام" لصحابها الشاعر الجواهري الكبير.  

ثم عرّج على تأسيس الصحافة الشيوعية بانطلاق جريدة "كفاح الشعب" عام 1935، مبينا أن الجريدة كانت تُطبع بجهاز النسخ "الرونيو"، وانها حققت انتشارا واسعا في فضاء الصحافة العراقية "حيث يبلغ عدد النسخ التي توزعها من كل عدد 500 نسخة، ما ساهم  في نشر الوعي الطبقي والخطابي المعادي للاستعمار".

وتابع قوله أن "كفاح الشعب" كانت نبراسا تنويريا، وانها انتجت كوكبة من الصحفيين الذين تدربوا فيها واستلهموا منها الروح النضالية من اجل قضايا الشعب وهمومه اليومية، والذين استشهد الكثيرون منهم على مذبح الحرية.

ثم تحدث الجاسور عن جريدة "الشرارة" التي أصدرها الحزب عام 1940، ولم تستمر طويلا. كما تحدث عن جريدة "الأساس" 1948، ثم عن جريدة "اتحاد الشعب" عام 1956، والتي كانت اكثر الصحف انتشارا بين المواطنين "حيث وصل عدد نسخها اليومية آنذاك، إلى 50 ألف نسخة".

بعدها تحدث عن "طريق الشعب"، وكيف انها صدرت بداية عام 1961، ثم توقفت عام 1971 وعاودت الصدور عام 1973، لتتوقف عام 1979 إثر الهجمة البعثية الشرسة على الشيوعيين والديمقراطيين، موضحا أن "طريق الشعب" صارت تصدر خارج العراق وفي إقليم كردستان، ثم بدأت تصدر علنا في البلاد بعد 2003.

واستذكر الجاسور أهم الكتاب والصحفيين في الصحافة الشيوعية العراقية، أمثال صفاء الحافظ وعبد الجبار وهبي ورشدي العامل وحسين قاسم عزيز وثائرة بطرس وفالح عبد الجبار ورضا الظاهر، وغيرهم. كما استذكر الكاتب والصحفي شمران الياسري (أبو كاطع)، وعموده الثابت في الصحيفة وبرنامجه الإذاعي الساخر "احجيها بصراحة يا بو كاطع".

وفي سياق الندوة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم سلام نوري والكفري وباقر عجة.

جدير بالذكر، أن المكتب الإعلامي أجرى في مناسبة عيد الصحافة، لقاء مع الناقد جاسم عاصي، عضو المكتب الإعلامي للحزب إبان سبعينيات القرن الماضي. حيث تحدث عن رفاق كتبوا للصحافة الشيوعية، وعن معوقات كانت تواجه الصحفيين الشيوعيين في تلك الفترة.