نظّم نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، جلسة استذكار للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، بحضور عدد من الشعراء والباحثين، منهم مضر الآلوسي، ياس السعيدي، مهدي النهيري، رضا السيد جعفر، ومحمود فرحان.
أدار الجلسة الشاعر حمادي الشايع، حيث افتتحها نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء الناقد علي الفواز، الذي استعرض رحيل الجواهري رغم حضوره المستمر في المشهد الثقافي، متحدثًا عن تأسيس الاتحاد العام للأدباء ومسؤولياته الثقافية، التي تجمع بين العمل المهني والالتزام الوطني. وبيّن الفواز كيف يُعد الجواهري رمزًا ثقافيًا ووطنياً، متطرقًا إلى علاقة شعره بثورة العشرين التي شكلت مفصلًا هامًا في تاريخ الحركة الوطنية والحركة الثقافية في العراق، وأشار إلى أهمية الاحتفاء بالجواهري في سياق تحقيق الأهداف الثقافية الوطنية. من جانبه، شارك رئيس مركز الجواهري الباحث رواء الجصاني، من خلال كلمة ألقاها أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد، الشاعر منذر عبد الحر، الذي تحدث عن عطاء الشاعر وفلسفته في الحياة، ومكانته الشعرية المتميزة. وأكد الجصاني في كلمته أن الجواهري وُلد فقيرًا في ظروف قاسية، معبراً عن ذلك من خلال استعاراته الشعرية التي جسدت المعاناة والصراعات التي عاشها، مثل رفضه للمجاملات الزائفة وانتقاده للمجتمع الذي لم يقدّر قيمة الطبيعة والإنسان.
كما قدّم الشاعر د. عمار المسعودي والناقد د. جاسم الخالدي ورقتين نقديتين، سلطتا الضوء على حياة الجواهري ومسيرته الأدبية، وتأثيره في تاريخ الأدب العربي الحديث.
وشهدت الجلسة أيضًا تلاوة قصيدة "يا دجلة الخير" بصوت الشاعر الجواهري، إلى جانب تقديم بعض قصائده النادرة التي عكست أبعاد تجربته الشعرية الفريدة.
جاءت هذه الجلسة بمثابة تكريم حقيقي لشاعر حمل قضايا وطنه وثقافته في قلب شعره، وأعاد التأكيد على مكانته كأحد أعمدة الشعر العربي في العصر الحديث.