نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، ندوة حوارية حول ثورة 14 تموز 1958، في مناسبة ذكراها الـ 67، ضيّفت فيها أستاذ علم اجتماع الثقافة في كلية الآداب بجامعة ذي قار د. محمد حمود السهر.
أدار الندوة التي حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، عضو اللجنة المركزية وسكرتير اللجنة المحلية الرفيق المهندس حسين الغزي.
وسلطت الندوة الضوء على الثورة من منظور علم اجتماع الثورة. حيث قدم د. السهر مقاربة علمية حول أسباب اندلاع الثورة، مستندًا إلى الأطر النظرية لعلم الاجتماع الحديث.
وأوضح أن الثورة جاءت استجابة لانسداد الأفق السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مشيرًا إلى تفشي الفقر، تفاقم الإقطاع، غياب العدالة الاجتماعية وانعدام الإصلاحات الجذرية.
وتطرق الضيف إلى المنجزات المادية والقيمية التي حققتها الثورة، من إسقاط النظام الملكي وإعلان الجمهورية، إلى تشريعات الإصلاح الزراعي، وإشاعة قيم العدالة والمساواة. كما تناول البعد الوطني للثورة، مؤكدًا دورها في تكريس الهوية العراقية الجامعة، والانفتاح على مكونات الشعب كافة، فضلا عن مساهمتها في إطلاق طاقات التحديث الثقافي والاجتماعي.
وناقش الحضور خلال الندوة محاولات طمس الثورة ومصادرة إنجازاتها، خاصةً عبر تغييب دور الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية في الإعداد لها والمشاركة الفاعلة في تفجيرها، مؤكدين أن استذكار الثورة لا يكتمل دون إنصاف قواها الوطنية الأصيلة التي شكلت عماد الوعي الشعبي والطبقي آنذاك.
وشددت الندوة، من خلال الحوار مع الحضور، على أهمية استلهام دروس الثورة في ترسيخ قيم العدالة والمساواة، وتعزيز وحدة العراق الوطنية، وتحصين الذاكرة الجماعية من محاولات التشويه والتهميش.