احتضنت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أخيرا، ندوة حول دور المرأة في الانتخابات ومناهضة العنف، عقدتها رابطة المرأة العراقية بالتعاون مع شبكة النساء العراقيات، وحضرها جمع من الناشطين والمهتمين في القضايا النسوية.
الندوة التي حملت عنوان "صوتك يحميك"، تناولت محاور عدة، منها مشاركة المرأة في الانتخابات، وآليات مكافحة العنف الموجه ضد النساء باعتباره يتقاطع مع الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
رئيسة رابطة المرأة شميران مروكل، استهلت الندوة بالحديث عن ضرورة تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية، لا سيما في العمليات الانتخابية، مبينة أن هذا الأمر ليس فقط مطلبا لتحقيق العدالة والمساواة، بل هو وسيلة فعالة لمعالجة أحد أكثر التحديات إلحاحا في المجتمع، والمتمثل في العنف الموجه ضد المرأة.
ثم تحدثت عن أشكال ذلك العنف، وما يترتب عليها من أذى نفسي وجسدي، مرجعة تلك السلوكيات إلى عوامل ثقافية واجتماعية وإلى غياب أو عدم تفعيل القوانين التي تنصف المرأة، فضلا عن غياب صوت النساء في مواقع القرار.
وشددت مروكل على أهمية مساهمة النساء في الانتخابات، عبر التصويت والترشيح والانخراط في العملية السياسية والمشاركة في صنع السياسات، مبينة أن لتلك المساهمة أهمية في كسر الصور النمطية تجاه النساء، وتمثيل قضاياهن داخل المؤسسات السياسية، ومساعدتهن في الضغط لتغيير التشريعات المجحفة، فضلا عن تقديم نماذج تقتدي بها الفتيات والنساء الأخريات.
وأشارت إلى ان وجود النساء في مواقع السلطة يحد من الرؤية التقليدية لأدوارهن، ويضمن أخذ احتياجاتهن في الحسبان عند وضع الخطط والسياسيات العامة، بما في ذلك الأمن والتعليم والصحة وغيرها.
وتابعت أن مشاركة المرأة في صنع القرار، تعزز أيضا من صورتها كعنصر فاعل وقادر على إحداث التغيير، مشيرة إلى ضرورة أن يكون هناك تمثيل للمرأة في المؤسسات الأمنية والعدلية، ما يجعل ضحايا العنف أكثر استعدادا للإبلاغ وتقديم الشكاوى.
وبعد مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، انتهت الندوة إلى توصيات عديدة، أهمها توفير كوتا انتخابية فعالة للنساء لضمان وصولهن للمجالس، دعم الحملات الانتخابية للنساء بالتمويل والتدريب، تجريم العنف السياسي ضد النساء ووضع آليات لرصده ومحاسبته، تمكين النساء من خلال الإعلام والتثقيف ونشر الوعي بحقوقهن وبناء تحالفات نسوية داخل الأحزاب وخارجها من أجل الضغط والتأثير.