في الذكرى الثانية والستين لحركة معسكر الرشيد في 3 تموز 1963، المرتبطة باسم الشهيد البطل حسن سريع، نستذكر تلك الحركة الثورية الشجاعة التي هزّت عروش القتلة والمجرمين من البعثيين والقوميين والإسلامويين.
لقد كانت حركة باسلة نفذها عدد من ضباط الصف والجنود، إلى جانب بعض المدنيين الشيوعيين وأنصارهم، ممن أسّسوا لها عقب انقلاب 8 شباط الأسود، الذي أعاد البلاد إلى أتون القمع والدمار، ونشر حملات الاعتقال والقتل والتعذيب بحق الشيوعيين والوطنيين، وصولًا إلى تصفية خيرة قادة الحزب في سجون الانقلابيين ومعتقلاتهم.
بادر هؤلاء الشجعان إلى تشكيل حركة ثورية تهدف إلى الاستيلاء على السلطة، وتصفية القتلة والانتهازيين وبائعي الوطن من البعثيين، وإعادة العراق إلى مساره الوطني الصحيح. وقد نجحت الحركة في السيطرة على بعض الوحدات العسكرية داخل معسكر الرشيد، إلا أن غياب القيادة العسكرية الثورية المحنكة من الضباط، وضعف التنسيق، ووجود أخطاء فنية وتنظيمية، إضافة إلى عوامل أخرى، كلها ساهمت في إحباط الحركة وفشلها.
وبعد فشلها، أقدمت السلطة البعثية المجرمة، في 7 تموز، على ترحيل الضباط والجنود الشيوعيين والوطنيين، ومناصريهم المعتقلين في السجن العسكري رقم واحد، إلى معتقل "نقرة السلمان"، عبر قطار عُرف لاحقًا باسم "قطار الموت". وقد نُقل المعتقلون في عربات حديدية مغلقة، مغطاة بالزفت، لا تصلح حتى لنقل الحيوانات، في محاولة لتصفيتهم جسديًا. (ولنا في موضوع "قطار الموت" حديث آخر).
وفي هذه الذكرى المجيدة، لا بد من إحياء هذه الحركة الثورية الشجاعة، وتثمين بطولة منفذيها ورفاقهم، والعمل على تشييد نصب تذكاري في مناطق انطلاقها ببغداد، ليظل شاهدًا على بطولاتهم، وعلى بشاعة حكم القتلة والمجرمين من البعثيين وأتباعهم.
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية الشجاعة.
الخزي والعار لكل القتلة والانتهازيين وبائعي الوطن من البعثيين والقوميين وعملائهم.