اخر الاخبار

قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، أن تحقيق نتائج إيجابية في المنافسة الانتخابية المقبلة، منوط بأداء الشيوعيين وحلفائهم، وبالإصغاء لهموم الناس وتطلعاتهم.

جاء ذلك في جلسة حوارية عقدتها اللجنة المحلية للحزب في البصرة، مساء الجمعة الماضية على "قاعة الشهيد هندال" في مقرها، بمشاركة شخصيات ديمقراطية ومثقفين وأكاديميين وممثلي منظمات مدنية.

وتحدث الرفيق فهمي عن الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني المقبل، ملقيا الضوء على ما بذله الحزب من جهود لإقامة تحالف انتخابي واسع (تحالف البديل)، يقف بالضد من نهج المحاصصة والفساد، ويؤسس لمشروع وطني ديمقراطي يتخطى الانتماءات الفرعية ويضع مصالح الوطن والشعب في مقامها الصحيح.

وأوضح أن هناك تفاهما بين مكونات التحالف الجديد، على حل المشكلات والملفات التي تواجهه، مؤكدا أن المشروع الوطني الديمقراطي الذي يتبناه التحالف لا يزال بحاجة إلى إبراز وتجميع القوى والإمكانات لدفعه قدما إلى الأمام، وفرض إرادة الشعب وكسر احتكار السلطة وإحداث التغيير الشامل المنشود و"أن أحد روافع ذلك هو المشاركة الواسعة، والفاعلة في الانتخابات البرلمانية القادمة".

من جانب آخر، تحدث الرفيق فهمي عن المتغيرات على الصعيدين الدولي والإقليمي. وبين أن السياسات المتبعة من قبل الإدارة الأمريكية - لاسيما بعد تسنم ترامب رئاستها - وعدد من حلفائها الأوربيين كذلك الكيان الصهيوني، قادت إلى توتر الأجواء، وخرق المواثيق الدولية، وإضعاف دور الأمم المتحدة، فيما الأمن والسلم الإقليميان والعالميان يتعرضان إلى مخاطر جدية، وأخذ الأمر بعدا خطرا مع عدوان الكيان الصهيوني على إيران وشعبها بدعم ومشاركة أمريكية، ومع تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، واستمرار الحرب الروسية – الأوكرانية.

وتطرق إلى الأوضاع السياسية الراهنة في الشرق الأوسط، وإلى تطور الصراع بين إيران من جهة وإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، ملقيا الضوء على العدوان الصهيوني - الأمريكي على المنشآت النووية والبنى التحتية في إيران، والرد الإيراني بالصواريخ الباليستية.

فيما توقف مطولا عند الأوضاع في العراق وحالة الحذر والقلق خلال الأيام الماضية، والمخاطر الجدية التي كانت قائمة والخشية من أن تتحول البلاد إلى ساحة للمواجهة بين الأطراف المتصارعة، منوّها إلى أن التطورات الأخيرة أظهرت الضعف البيّن في إمكانية توفير حماية فاعلة لأجواء العراق التي انتهكت كثيرا، وسلامة مواطنيه وأراضيه.

وأوضح أن الولايات المتحدة غير معنية بتوفير شروط الاستقرار والتنمية في المنطقة. وذكر أن الشعب الفلسطيني لا يزال منذ أكثر من عام يواجه معاملة وحشية وممارسات عدوانية من قبل الصهاينة، في وقت يتواصل فيه تجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة.

ولفت الرفيق فهمي إلى أنه في حالة عدم الاستقرار الراهنة واللايقين على صعيد العالم، يزداد سباق التسلح وترتفع التخصيصات الدفاعية، لاسيما في أوربا، وكل ذلك يأتي على حساب إضعاف دعم وإسناد الفئات والقطاعات الهشة في المجتمعات، وعلى حساب الإنفاق الاجتماعي.

وأضاء الرفيق الصعوبات والمشكلات الجدية التي تعانيها اقتصاديات الدول الرأسمالية، وما فيها من إشكاليات. حيث يتباطأ النمو وترتفع مستويات التضخم، ويتراكم الدين الخارجي والداخلي مع تهميش قطاعات واسعة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه دول عدة، ومنها الصين وروسيا الاتحادية والبرازيل والهند، إلى الدفع باتجاه عالم متعدد الأقطاب وتشجيع التجارة العالمية، تسعى أمريكا وحلفاؤها إلى استمرار الأحادية وسياسة الهيمنة والتوسع، وفرض منهج ترامب عبر الاملاءات والتهديد والعقوبات الاقتصادية و"سلام القوة".

وشهدت الجلسة مداخلات وأسئلة طرحها عديد من الحاضرين، وأجاب عنها الرفيق فهمي بإسهاب.