أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، مساء امس الأول الثلاثاء، حفل استذكار للشاعر الكبير الراحل موفق محمد، شاعر الشعب، الذي فارق الحياة منتصف الشهر الماضي.
حضر الحفل الذي أقيم على قاعة "بي دي سي مول" وسط مدينة الحلة، رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، وطيف واسع من مثقفي وأدباء بابل ومحافظات أخرى ورفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه.
وبعد وقوف الحاضرين صمتاً في ذكرى الشاعر الراحل، ألقى عضو اللجنة المركزية وسكرتير اللجنة المحلية في بابل الرفيق بهجت الجنابي، كلمة باسم الحزب.
ومما قال في الكلمة: "نلتقي اليوم لا لنرثي شاعرًا فقط، بل لنُشيّع جرحًا ظلّ ينزف في وجدان القصيدة العراقية حتى آخر بيتٍ قاله، وآخر تنهيدةٍ خبّأها بين السطور"، مضيفا أن "موفّق محمد لم يكن شاعرًا عابرًا، بل جمرة لا تنطفئ في قلب اللغة. كتب عن الوطن كما يتنهده الجائع، ويتوجّع به السجين، ويشهق به الشهيد. كان شاعر الغضب النبيل، والموقف الذي لا يتزحزح، والكلمة التي تُشحذ بالحبر والدمع."
وأكد أن الراحل سيبقى في ذاكرة الشعر والمجتمع: "موفق لم يمت، لأن الشعراء الذين صهروا حياتهم في أتون الكلمة لا يموتون، بل يتحوّلون إلى ذاكرةٍ تمشي بيننا، إلى قصائد ترفض الغياب. سنبكيه كما يليق بشاعرٍ من طرازه، لكننا سنقرأه أكثر."
وشهد الحفل الذي أداره القاص علي السباك، عرضًا مرئيًا مؤثرًا للشاعر وهو يُلقي قصيدة عن مدينته الحلة، نوّ÷ فيها بالمهندس الاستشاري سليم الربيعي، الذي سخر إمكاناته لإحياء تراث المدينة ورعاية مهرجاناتها الثقافية وتخليد أعلامها من رجال الفكر والأدب.
ثم ارتجل د. محمد أبو خضير شهادة مميّزة عن الشاعر، أبرز فيها مكانته الشعرية ولغته المتفردة وتعامله مع الحدث بما يستفز الوجع العراقي، وهو ما جعل الجمهور يتناغم معه بعمق.
بدوره، تحدث المهندس الاستشاري سليم الربيعي عن الفقيد، مشيدًا بمآثره وسيرته الفاضلة، وما تركه من أثر طيب في نفوس محبيه، ومكانته بين أعلام الحلة.
وتخللت الحفل قراءات شعرية، منها قصيدة رثائية للشاعر حيدر الخفاجي، استحضر فيها خصال موفق محمد ومواقفه الوطنية، لا سيما دعمه ثورة تشرين المجيدة ومساندته الشباب الثائرين، مشيرا إلى أن صوته لا يزال يتردد في ميادين الحلة
فيما قرأ الأستاذ ماهر الربيعي إحدى قصائد الراحل. وقال أن "القصيدة لا تموت إذا ما خرجت من وجدانٍ صادق".
أما الباحث أحمد الناجي، فقد قرأ ورقة نقدية بعنوان "عن موفق محمد شاعرًا"، تناول فيها مكانته بين الشعراء العراقيين والعرب، وقدرته المتميزة على التعبير عن تطلعات الجماهير ومطالبها الإنسانية والوطنية.
وفي سياق الحفل ارتجل الفنان المسرحي ثائر هادي جبارة شهادة ممسرحة مؤثرة، جسّد فيه جوانب من حياة الشاعرالفقيد وتفرّده.
وفي الختام، ألقى الأستاذ طه عجام كلمة باسم عائلة الشاعر، عبّر فيها عن شكر العائلة للتكريم والتوديع المهيبين من جانب جماهير بابل ونخبها للراحل الكبير، والامتنان لحفل الاستذكار الذي هو - كما قال - "استذكار لقيمة عراقية نبيلة وكلمة لا تنكسر".