اخر الاخبار

في جلسة عن الشعر والحزن ضم مجلسنا الصغير موفقنا قيل من هو ((احزننا )) بلا تردد قلت موفق محمد، في صمت مرتقب اصطدمت بنظرات الاخرين ومنهم الراحل ابراهيم الخياط، مد يده المرتعشة لتعانق يدي،كانت حارة كيد ابي ، قلت حتى جسده (يكوي) من فرط بركانه، فابتسم حزينا ، انه الشاعر المعجون بحزن العراق، لا يختلف عن بلبل عراقي حزين ،كان يخفي معظم حزنه في سرعة بداهته ، في مُزحته ، في سخريته المُرةِ ،في ثورته الوطنية التي ما فارقته، في قصيدته التي تلتجئ الى الشعبي حين يغضب اكثر، او يحزن اكثر ،موفق كان بركانا ،لذلك قلت حين يمزح ،او يسخر يملأنا فرحا ؛ لكن حين نتأمل اكثر نكتشف جمرهُ المكنون تحت الرماد ، هكذا كان كما ارى انسانا طيبا جدا ، مزاجا متقلبا جدا ، طيبا معجونا بالطين الحرِّي لهذه الارض التي قيل انها ارض السواد ،انه اكبر حزنٍ انتج شعرا ، بل اعاد انتاج الهم العراقي،بروح انسانية شفافة ،مزج التراب الوطني العراقي بالدمع فانتج طينا حريّا اسمه الشعر حتى في اكثر لحظاته مزاحا،وخفة نفس وروح...كان صادقا جدا في الهم الجمعي ، وكان يهوى الموت وربما تمنى ان يصطاده الغدر في كل لواعج شعره الوطني ،حزنا ورثناه جميعا ،لكن ربما كان حصة موفق محمد اعظم منا،ربما تعاظم حين فقد ولده ...كان اكثرنا حساسية للهم ،وكان ماردا ثوريا ...آن لك ان تنام ، هأنت تعود للتراب العراقي ،عانقه كما فعلت، نم ايها الشفاف ،المتقد ، لتهدأ ثورتك الآن ، ليقف نزيفك ، ستخسرك الحلة كثيرا ، سيفتقدك تمثالك هناك ، سيشتاق لك شط الحلة ويردد ما قلته شعرا ولم يكتب ...

نم ايها الكبير ،احببناك جدا وهذه ثروة عظيمة لا يمتلكها كثر ...

نم ايها الدفء الحنون ...

نم موفق محمد.. هكذا فجأة.. نام.