اخر الاخبار

عندما يفقد المجتمع شاعرا فانه يفقد قلماً من أقلام ذلك المجتمع الذي به تسجل كل واردة وشاردة، على أوراق سجله العام، ذلك السجل الذي اسميناه "ديوان العرب"، وإذا كان ذلك الشاعر بمنزلة موفق محمد فالمصيبة أكبر مما نتصور. فقد نزلت بديوان العرب مصيبة كبرى بفقد الشاعر العراقي موفق محمد له الذكر الطيب، وليسكن في داره الجديد سالما، مطمئنا.

لم يكن الشاعر الفقيد موفق محمد شاعرا يكتب قصائدة باللغة العربية الفصيحة مازجا اياها باللهجة العامية الدارجة، أو ما تسمى بالشعر الملمع، والذي كتب به شعراء كثر قبله، فقد سبقه أو جايله شاعر الناصرية الفقيد رشيد مجيد، والشاعر الدكتور مسلم الطعان، والشاعر فائق الخالدي، إلا ان قصيدته تمتاز عن قصائد هولاء الشعراء، بـ:

- استخدام الأبوذية، أو الدارمي، بلغة عربية فصيحة، تقطر ألما وحزنا.

- قصائده يغلب عليها الطابع الحزين، لأن أغلب مواضيعها هو الشهيد، وأمه الثكلى. وقد كان ذلك بسبب اشتشهاد ابنه عدي عام 1991.

- تمتاز قصائده بالسخرية أو بالسخرية الممزوجة بحزن شفاف.

- تمتاز قصائده بالسخرية من الوضع السياسي الراهن.

يقول في قصيدته "القلب صاير كربلا":

(ميّت أنه

ولا خط يجي عن موتك

سوده وحشتك يَولِدي حرموك من تابوتك

مشجوله ذمته المرمرك

لا تبري ذمته مروتك

ما ناح طير على الشجر

إلّا اعله نغمة صوتك

حيل ادلهمت يا نبع ﮔلبي وﮔمرنه امدمّه

إبموس الخناجر تاكل بلحمه وتفطر النجمه

عميه وتدور رويحتي إبيابير أدوّر يمّه

وما ظِن بعد تطلع شمس وتزول هاي الغمّه

وفرﮔاك فتّ إمرارتي وضاﮔت عليّه الـﭽلمه

لا ﮔبر وتهدّل إله

وألهم ترابه وأسأله

الـﮔلب صاير كربله

ولا خط يجي عن موتك

يتنفس بشفته الورد والنجم غافي برمشه

هد حيلي موتك يا حلم يبّس الطير إبعشّه

إنـﭽان متّ بلا ﮔبر آني ﮔبر يتمشّه

بلـﭼن تفِز إرويحتك يوم وتطير الوحشه

وألـﮕاك أقفلك بالرحم وأنطيهم إذن الطرشه

ما رد حلم عايف هله

وصدره تراب ومنقله

الـﮔلب صاير كربله

ولا خط يجي عن موتك

وما تخلص إﮔبور البلد دفّان ينخه إبدفّان

ومشلّه اشليله الشفل ويطمها عدله الشبّان

يا ريت ما شفتك ولا هلهلت يمّه النسوان

يصل عظمك إبسنّ الشفل وتاكل إبعيني الغربان

وأوﮔع وتلّ إرويحتي وأﭽبّح إعله البيبان

ما رد حلم عايف هله

ولا طير يعرف واسأله

الـﮕلب صاير كربله

ولا خط يجي عن موتك).

لقد فقدنا بوفاته شاعرا مقتدرا يجمع شعره بين اللغة العربية الفصيحة واللهجة العامية الدارجة، بسخرية حزينة.