على شرف عيده الـ91، احتفى الحزب الشيوعي العراقي السبت الماضي، بالناقد الأكاديمي د. شجاع العاني، في جلسة احتضنتها قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، وحضرها سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي وعدد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من الشيوعيين والمثقفين والأدباءِ.
أدار الجلسة الروائي خضير فليح الزيدي، الذي قدم نبذة عن المحتفى به، مبينا أنه من مواليد عام 1940 في الأنبار، حاصل على الماجستير في جامعة عين شمس بمصر سنة ١٩٦٩، والدكتوراه في جامعة بغداد - كلية الآداب عام ١٩٨٨.
وأضاف قائلا ان العاني عمل عام ١٩٧٦ أستاذا للنقد في جامعة البصرة، وانتقل بعدها الى كلية التربية للبنات في بغداد، وأشرف على كتابة العديد من الرسائل والاطروحات العلمية، وانه يعد من مؤسسي النقد الأدبي في العراق بكتاباته النقدية التطبيقية. كما انه نشر العديد من المؤلفات الأدبية في الرواية والقصة والنقد، وله مقالات كثيرة في صحف ودوريات عراقية.
وتابع الزيدي قوله أن "العاني زاول النقد الأدبي منذ ستينيات القرن الماضي، وظل منظوره النقدي يتجدد. فهو شخصية نقدية تمتاز بالعلمية والأكاديمية، متحلياً بالمنهجية التي منحته ميزة خاصة".
بعدها قدم الرفيق مفيد الجزائري كلمة الحزب، التي أشادت بالمحتفى به وبدوره في المجال الثقافي ومكانته في الثقافة العراقية، وأشارت إلى الاهتمام الكبير للحزب الشيوعي العراقي بالثقافة والمثقفين، ( نص الكلمة على الصفحة 8).
من جانبه، أعرب العاني عن شكره إلى "حزبنا الشيوعي العراقي" على الدعوة للاحتفاء "التي تعبّر بصدق عن اهتمامه بالثقافة". وقال انه لم ينتم يوما للحزب الشيوعي، لكنه يحمل الأفكار التقدمية والوطنية ذاتها.
ثم تطرق الى تجاربه العلمية والثقافية والاجتماعية، وكيف كان النظام الشمولي السابق يحارب الأفكار النيّرة ويمنع المثقفين من نشر أفكارهم التقدمية عبر مراقبة نشاطاتهم والتضييق عليها. كما ألقى الضوء على أسلوبه في التدريس، الذي كان يتبع فيه منهجا غير تقليدي.
وتحدث العاني عما واجهه من مضايقات في زمن النظام المقبور، وصلت إلى حد إبعاده عن التدريس في "ثانوية قتيبة" بمدينة الثورة، إثر تأثر الطلبة بأفكاره. حيث كلفوه بإدارة مكتبة المدرسة، فحوّلها إلى فضاء للحوارات والنقاشات الثقافية، الأمر الذي جعل مدير المدرسة في النهاية، يطلب نقله لمدرسة أخرى.
ولفت إلى انه عانى المضايقات حتى في جامعة البصرة. فإضافة إلى عمله التدريسي، قام عام 1989 بإنشاء "ملتقى السياب" في الجامعة، ما فتح أبوابها أمام المجتمع، بعد ان ضيّف ملتقاه عديدا من رواد الثقافة والفكر. لذلك أثار الأمر وقتها حفيظة عميد الكلية البعثي.
وأكد العاني أنه رغم مضايقات البعث، حاول تحديث أساليب التدريس الكلاسيكية، وتحويل النقد الأدبي النظري إلى مادة حية وممارسة مجتمعية.
وفي سياق الجلسة قرأت الأستاذة د. نادية هناوي، وهي إحدى طالبات العاني، ورقة تقييمية لمشروعه التجريبي التحديثي، وطريقته في التدريس، مشيرة إلى اهتمام العاني بمسالة تحديث مادة النقد الأدبي بوجه خاص، وتأشيره جمود مناهج تدريس الأدب في أقسام اللغة العربية بالجامعات ( نص الورقة على الصفحة 8).
بعدها ساهم عدد من الحاضرين، بعضهم من طلبة العاني في الثانوية والجامعة، في تقديم مداخلات وشهادات حول مسيرته العلمية والنقدية.
وفي الختام، قدم الرفيق رائد فهمي لوح إبداع وشهادة تقدير إلى د. شجاع العاني.