اخر الاخبار

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي العراقي 14 شباط، ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، د. سيف عدنان القيسي، الذي قدم محاضرة بعنوان "الشهيد يوسف سلمان يوسف (فهد) – قراءة تاريخية في مسيرتيه النضالية والحزبية".

المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، استمع إليها جمهور من الشيوعيين وأصدقائهم، يتقدمه سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي. فيما أدارها الشاب كمال مظهر، واستبقها مقدما نبذة عن المحاضر الضيف، مبينا انه أستاذ جامعي متخصص في تاريخ العراق المعاصر، وله أبحاث ودراسات عديدة في مجال تخصصه.

بعد ذلك، استهل القيسي محاضرته ملقيا الضوء على الظروف التي مر بها العراق في بداية القرن العشرين، حيث الاستعمار البريطاني والحرب العالمية الأولى، واندلاع ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا، ووصول أفكارها إلى العراق من خلال بعض المهاجرين الذين تأثروا بالأفكار الجديدة وعادوا حاملين معهم بذور الاشتراكية.

ثم تطرق إلى الخلايا الأولى لبعض الذين آمنوا بالأفكار الشيوعية في العراق، وإلى كيفية التئام تلك الخلايا لتشكل في ما بعد الحزب الشيوعي العراقي، الذي تأسس بداية تحت عنوان عصبة مكافحة الصهيونية، لحين تغيير اسمه تحت قيادة الرفيق الخالد فهد.

وتحدث القيسي بالتفصيل عن خصال فهد القيادية في ظروف صعبة، وما واجهه من مشكلات تنظيمية لحين استقرار الحزب، خصوصا بعد عودته من الاتحاد السوفيتي وتلقيه دورات حزبية عن التنظيمات السرية. فيما أشار إلى الانشقاقات الأولى في الحزب وأسبابها، ومنها ضعف معرفة القيادات بالماركسية والأفكار الشيوعية والتنظيمية، مستدركا "لكن شخصية فهد وقدراته جعلت من الحزب مؤثرا جماهيريا. حيث انتشرت أفكاره في معظم أرجاء العراق".

ثم عرّج على صعوبة العمل السري في العراق وشدة ملاحقات الأجهزة القمعية للشيوعيين والديمقراطيين، مشيرا إلى دور المخابرات البريطانية في كشف نشاط فهد للأجهزة الأمنية، إثر تخوفها منه، لا سيما انه كان يقود الحزب حتى من داخل السجن.

وتحدث المحاضر عن ظروف اعتقال قادة الحزب فهد وحازم وصارم، وعن صمودهم الأسطوري "حيث صعد الرفيق فهد إلى المشنقة وهو يردد: الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق"، لافتا إلى ان السفير البريطاني آنذاك، قال واهما عشية إعدام قادة الحزب أنه لن تكون هناك شيوعية في العراق حتى عشر سنوات قادمة!

وتخللت المحاضرة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين.

وفي الختام، قدم رئيس المنتدى د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. سيف القيسي.