اخر الاخبار

يوم الجمعة الماضي وصل "قطار السلام" التابع لشبكة تحالف الأقليات العراقية، إلى مدينة البصرة قادما من أربيل، حاملا نحو 30 راكبا يمثلون غالبية مكونات البلاد ويرتدون أزياء تراثية ملونة جميلة.

وكانت شبكة تحالف الأقليات العراقية، وهي منظمة مدنية مستقلة، قد نظمت يوم 18 من هذا الشهر رحلة تاريخية على حافلة أطلقت عليها "قطار السلام"، انطلقت من أربيل نحو مختلف مدن البلاد، بهدف استكشاف التنوع الثقافي العراقي من خلال زيارة مجموعة من المواقع التاريخية والدينية والثقافية، واللقاء بالناس.

ومن بين المحطات التي وقفت عندها الحافلة في البصرة، "شارع الفراهيدي" للثقافة والكتاب. حيث ارتقى الضيوف المسرح وعرّفوا بأسمائهم وطوائفهم، ووجهوا كلمات محبة إلى البصرة وأهلها، معبرين عن الشكر والامتنان على حسن الاستقبال.

وكانت "طريق الشعب" حاضرة في "الفراهيدي"، فالتقت بالسيدة فائزة ذياب سرحان، نائب رئيس جمعية الثقافة المندائية في أربيل وعضو مجلس إدارة الشبكة. حيث شرحت للجريدة طبيعة رحلتهم.

وقالت أن "قطار السلام يشيع قيم السلام وينشر الثقافات العراقية، وثقافات الأقليات بشكل خاص، بين أبناء الوطن"، مبينة انهم تنقلوا بين محافظات عدة. إذ مرت حافلتهم بنينوى، ووصلت إلى سهل نينوى وتنقلت بين الأديرة والكنائس المسيحية ومعابد الايزيديين والشبك، ثم مرت بكركوك، وبعدها توجهت نحو بغداد، وزارت مدينة الكاظمية، ومنها الى كربلاء ثم الى النجف وصولاً الى البصرة.

وتابعت قولها أنه "من خلال رحلتنا، نود أن نقول إلى العالم هذا هو العراق الجميل المتنوع بأهله وثقافاتهم".

ونوّهت فائزة إلى انهم عند وصولهم إلى البصرة، زاروا بداية الكنيسة الكلدانية، وتلقوا ترحيبا حارا من المطران وبقية الكادر الكنسي. ثم توجهوا للاطلاع على معالم المدينة، فوجدوها جميلة متجددة، مشيرة إلى ان "السلطات المحلية أولتنا الاهتمام والعناية".

فيما لفتت إلى ان "البعض يرفض تسميتنا بالأقليات، متصورا ان هذه التسمية تنتقص منا، لكن في الحقيقة نحن نستخدمها كمصطلح دولي. فالأقليات تأتي نسبة لعدد السكان ولا تعني تعبيرا آخر".

واستذكرت فائزة، كمثال، التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الطائفة المندائية، رغم عددهم القليل، في سبيل الوطن وحرية جميع أبنائه.

ومضت إلى القول: "نحن اليوم في شبكتنا سائرون نطالب بحرية الوجود والهوية لكل العراقيين، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم. وأمنيتنا الأساسية هي أن نرى وطننا بخير، ومواطنيه يدا واحدة وقلبا واحدا، لسد الطريق أمام كل من يحاول الإضرار بهذا النسيج المجتمعي الجميل".

وأكدت انهم لقوا ترحيبا حميميا كبيرا في جميع المدن التي مروا بها. حيث استقبلهم الناس بالورود وأغدقوا عليهم كرم الضيافة.

وبعد "شارع الفراهيدي"، توجه الضيوف إلى معبد الصابئة المندائيين. وكان في استقبالهم الشيخ مازن نافع رحيم، شيخ الطائفة في البصرة، ومعه أعضاء مجلس شؤون الطائفة.

ورحبت السيدة منيرة خلف صالح، مسؤولة شؤون المرأة في مجلس شؤون الصابئة، بالضيوف، ووصفتهم بـ "باقة ورد".

وقالت: "نتشرف في استقبال هذه العناصر الطيبة من أبناء وطننا. وليس غريبا على العراقيين هذا التلاحم الأخوي".

هذا ورافق القافلة في جولتها البصرية، عضو مجلس المحافظة عن "حركة بابليون" نائل غانم عزيز، وعدد من الموظفين.