اخر الاخبار

المناضل الشيوعي فالح شهاب حمد الجنابي من أوائل الرفاق الذين تعرفت عليهم في تنظيم حزبنا الشيوعي العراقي في كربلاء  والذي اتخذ له مقرا في بناية وسط المدينة القديمة  مناصفة مع مكتب الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بعد تغير النظام في نيسان 2003م. كان ملتزما وقارئا جيدا على الرغم من عدم جلوسه على مقاعد الدراسة فقد تلقى أول دروسه النضالية في مدرسة الحزب وتربى على مبادئه السامية والنبيلة، يأتي بانتظام إلى مقر الحزب الذي أخذ يعيد تشكيل لجانه وخلاياه  ومختصاته في المركز والهندية والحسينية ويديم الاتصال مع الرفاق في قضاء عين  التمر.

(أبو بيان) هكذا يناديه الرفاق ينهض الجميع لتحيته مهابا مرتديا زيه العربي الأنيق صاحب السفر النضالي التليد وهو الذي لم يهادن او ينكسر رغم كل الملمات، صلبا رغم ضنك العيش وملاحقة رجال الأمن اذناب البعث المقبور.

 المناضل فالح من مواليد عام 1935م في قرية جميلة اسمها (هوى الشام) ناحية الكفل  تابعة لمحافظة بابل وتشاء الصدف ان يلتقي الشخصية القيادية الرفيق الراحل كاظم الجاسم اثر حادثة عرضية وقعت بينه وبين أبناء  قريته ويدور بينهما  حوار طويل  عن مشاكل الفلاحين وحالهم,  لكن ظروف الحياة المعيشية أجبرت أبو بيان على  الانتقال إلى ناحية (الكفل) التي جمعته بعلاقة صداقة مع شخص يدعى (مراد الملامة ) الشخص  الذي شجعه على الانتماء  إلى صفوف الحزب ومرة أخرى ينتقل للعيش في مدينة (القاسم) عام 1962م   السنة التي رشحه فيها الرفيق أحمد الملا عبد الله.  عن هذه الفترة يقول أبو بيان:

استطعت أن أكسب عددا من الفلاحين وأشكل منهم خليتين حزبيتين وأقودهما بنفسي وأنا مرشح جديد ولم أحمل صفة العضوية الأمر الذي شجع على تشكيل لجنة فلاحية في ناحية (الحرية منطقة العباسيات) وكان مسؤولي الرفيق كاظم محمد سلمان الملقب بـ(كاظم كوخية).

وعند بدء الهجمة الشرسة ضد تنظيمات الحزب بداية السبعينيات من قبل النظام البعثي، جاء الينا متخفيا من كربلاء الرفيق فراس عباس الحمداني الذي كان مسؤولا عن اللجنة المحلية، ونزل في منطقة (ال بوحداري) التابعة إلى قضاء الكوفة، بعد مدة أصبح المسؤول عن لجنة الريف التي تضم ستة رفاق أذكر منهم الرفيق جبر العريشي ومحسن محمد وكاظم كوخية وبعد اجتماعين حصلت على شرف العضوية مشفوعة باسمي الحركي (صارم). وعند قيام الجبهة الوطنية التقدمية رحلت إلى محافظة كربلاء وعملت بصفة حارس في مقر الحزب الواقع حاليا قرب بناية بلدية كربلاء وتحديدا في طرف العباسية الشرقية وكان وقتها الرفيق محمد النهر (أبو لينا) سكرتيرا للجنة المحلية، بعدها توليت مسؤولية الاستعلامات لمدة ثلاث سنوات لأكلف من جديد بان أكون حارسا في مقر محلية النجف التي يقودها الرفيق أحمد القصير (أبو ماجد).

بتاريخ 24 /8/ 1978م اختفيت في ريف( العباسيات) وعملت مع رفاق آخرين في قنطرة البزل لكن لم  يكف رجال الامن عن  ملاحقتي بل استمروا , الأمر الذي دعاني للانتقال إلى منطقة( جرف الصخر) موطن أقربائي عشيرة الجنابي، بقيت  ستة أشهر ثم غادرتها متوجها إلى ناحية (اللطيفية ) أعمل فلاحا عند الحاج جبر الجنابي أحد أبناء عمومتي الذي أخبرني  ذات يوم  أن ابن خاله المدعو حسين ياس الجنابي الذي يشغل منصب (مدير أمن المحمودية) تصله أخبار عني يشكون فيها أنني أحد عناصر حزب الدعوة وكان رد الحاج عن هذه الاخبار من انها عارية تماما عن الصحة كون ابن عمه يرتاد نهاية  كل أسبوع ناديا للمشروبات الروحية  في منطقة (الدايرة) اقتنع بالأمر لكنه نصحني  بالاختفاء عندها حزمت امري للعودة  إلى جرف الصخر عام 1983 فقد تمكنت من شراء أرض زراعية  .

بعد التغيير 2003 م حط بنا الرحال للسكن في منطقة (بدعة أسود) التابعة لناحية الحسينية في محافظة كربلاء، حيث اتصل بي الرفيقان الراحلان ناجي عجيل السمرمد وحسين كريم عواد من أجل إعادة الصلة لتشكيل المختصة الفلاحية وبقيت أعمل فيها ليومنا هذا، علما أنني لم أرشح نفسي لأي منصب قيادي عدا مسؤوليتي لخلية في أساسية (بدعة اسود).

لقد نلت التكريم اللائق في مناسبات عدة من قبل رفاقي في اللجنة المحلية للحزب في كربلاء.

الجدير بالذكر انني عاصرت الكثير من الرفاق المناضلين الأوفياء لمبادئ الحزب وقضيته العادلة في تحقيق أماني الناس في الوطن الحر والشعب السعيد ولم اتخلف يوما واحدا عن أية مهمة حزبية رغم أن عمري قارب على التسعين، ومن هؤلاء كل من الرفيق الراحل الشهيد علي النوري (أبو إحسان) وكاظم الناصر (أبو تحرير) وأحمد هادي (أبو رياض) ومهدي النشمي (أبو صكر) والشهيدين كريم معارج وياس خضير.

أخيرا...

اليوم وأنا التقي الرفيق أبوبيان أشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الشخصية الفذة التي تحمل حب الوطن والناس في ثناياه.

عرض مقالات: