اخر الاخبار

قالت الباحثة الطبية المغتربة د. خيرية الخالدي، أن عمر الزواج بالنسبة للفتاة، عامل أساسي مباشر للإصابة بالأمراض الخطيرة، وأبرزها سرطان الرحم، مبينة أن الفتاة الصغيرة غير الناضجة تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض في حال التواصل الجنسي، وان قدرتها على مقاومة المرض تكون أضعف بكثير مقارنة بالفتاة الناضجة.

جاء ذلك في محاضرة قدمتها السبت الماضي في ضيافة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد ورابطة المرأة العراقية، حملت عنوان "التداعيات والتبعات الصحية لزواج القاصرات".

المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والناشطين من كلا الجنسين، أدارتها القانونية هند كريم، واستبقتها بإلقاء الضوء على الجدل الكبير الدائر اليوم في مجلس النواب وبين الأوساط الشعبية والقوى المدنية حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية، والمحاولات الجارية لتمرير هذا التعديل رغم الرفض الشعبي، ورغم اعتراضات بعض الكتل السياسية.

وأوضحت أن هذا التعديل يتيح تزويج الفتيات القاصرات، في حين ان أصحابه يحاولون تضليل الرأي العام بادعاء ان فقرات التعديل لا تتضمن أي شيء يتعلق بزواج القاصرات، مستدركة "لكن هذا مجرد تضليل. فالمدونة الشرعية التي يفرضها التعديل بديلا عن بعض مواد قانون الأحوال الشخصية النافذ، ستعتمد على المذاهب الدينية، التي تتباين في تحديد سن الزواج".

ثم قدمت القانونية هند نبذة عن المُحاضِرة، مبينة انها حاصلة على شهادة الدبلوم في مجال التشخيص المختبري النسيجي لأمراض عنق الرحم في هولندا عام 1997، وعملت في مجال المسح السكاني لأمراض سرطان الرحم في هولندا، وفي عام 2004 نالت الدبلوم في مجال العناية بالبشرة. كما عملت في مجال الطب النفسي، وقدمت العديد من الندوات الصحية.

د. الخالدي، وفي معرض محاضرتها ذكرت انها عملت في هولندا ضمن بروتوكول سنوي يستهدف ثلاثة أعمار من النساء لإخضاعهن لفحوص طبية للكشف عن سرطان الرحم.

وبيّنت انها من خلال عملها في هذا المجال باتت لديها رؤية واضحة حول سرطان الرحم وأسباب الإصابة به، مؤكدة أن عامل العمر له الدور الأساس في الإصابة بذلك السرطان "فكلما كانت البنت يافعة، في عمر بين 10 و18 سنة، كانت أكثر عرضة للإصابة بالمرض المذكور".

ثم عرضت على شاشة كبيرة رسما توضيحيا للرحم، وأشّرت منطقة تدعى "ترانسفورميشن زون"، وهي المنطقة المحيطة بعنق الرحم، مبينة ان هذه المنطقة تكون لدى الطفلة غير مهيأة للتواصل الجنسي، وغير مستعدة لتبعات ذلك التواصل.

وأجرت المحاضرة مقارنة حول تلك المنطقة بين الطفلة والناضجة، موضحة أن فيروس سرطان الرحم قليلا ما يصيب الناضجات، وغالبا يصيب الفتيات الصغيرات اللاتي تكون تلك المنطقة لديهن لا تزال رخوة، واللاتي لا يمتلكن المناعة الكافية لمواجهة المرض.

وأشارت إلى أن المنطقة المذكورة تكون لدى الفتات بعد عشر سنوات نشطة وفي طور تغيرات فسيولوجية وانقسامات وتحولات وتجددات في الخلايا. وعند البلوغ تصعد المنطقة داخل عنق الرحم، ما يحميها من تأثيرات الوسط الحامضي في منطقة المهبل، بينما تكون لدى الصغيرة مكشوفة داخل المهبل، ومعرضة لكل العوامل السلبية من التهابات وصولا إلى الإصابة بفيروس سرطان الرحم.    

وأشارت إلى ان تأثيرات التواصل الجنسي مع الفتات الصغيرة، لا تتوقف فقط على الإصابة بالسرطان، إنما تشمل تبعات مراحل الحمل والولادة وحضانة الطفل. فيما شبّهت زواج الفتاة القاصرة بـ"ولادة الخدج". حيث تكون أعضاء جسم الطفل الوليد غير مكتملة النمو.

ونوّهت د. الخالدي إلى ان التواصل الجنسي مع الفتاة دون عشر سنوات، يسرّع من نموها الجنسي بشكل غير طبيعي، بفعل تحولات هرمونية، ما يخلف تأثيرات سلبية جسدية ونفسية.

وأثارت المحاضرة أسئلة طرحها عديد من الحاضرين، وأجابت عنها د. الخالدي بإسهاب.

وفي الختام، قدم د. علي مهدي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. خيرية الخالدي، فيما قدمت لها سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، باقة ورد.