اخر الاخبار

نظم المنتدى العمالي الثقافي في بغداد، صباح أول أمس الجمعة، ندوة بعنوان “التحولات الطبقية في العراق بعد 2003”، تحدث فيها الرفيق فرحان قاسم وأدارها الرفيق عامر عبود الشيخ علي.

الندوة التي التأمت على “قاعة الشهيد ابو فرات” في مقر اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، حضرها عدد من الرفاق واصدقائهم. فيما استهلها الرفيق قاسم بالحديث عن الصراع الرئيس في عصر الدكتاتورية، والذي كان دائرا بين غالبية الشعب والنظام الاستبدادي، مضيفا أنه بعد سقوط النظام 2003، طرأت تحولات على الواقع الاقتصادي – الاجتماعي “فقد لعب العامل الخارجي دورا حاسما في تشكيل البناء الفوقي عن طريق سلسلة من القوانين والتعليمات التي اصدرها بريمر، وعن طريق المستشارين الذين تولوا إدارة مؤسسات الدولة”.

وأوضح أن “المشروع الأمريكي اعتمد اسلوبين في التعامل مع المشهد الاجتماعي: الأول تمثل في خلق فئات وطبقات اجتماعية جديدة داعمة له، عبر تنصيب قوى واحزاب وشخصيات تقوم بابتلاع المال العام، لتتحول الى مالكة لرؤوس اموال ضخمة جدا، تتحكم في مصارف ومؤسسات عديدة وتساهم مع شركات عالمية. إضافة إلى ذلك تم فتح مؤسسات الدولة امام الحواسم لخلق فئة اجتماعية من حطام المجتمع”.

وتابع قائلا: “أما الأسلوب الآخر الذي اعتمده المشروع الأمريكي، فقد تمثل في تشويه المشهد الطبقي، عبر تحطيم القاعدة الانتاجية الصناعية والزراعية أولا، ما ادى الى خلخلة في توزيع القوى الاجتماعية، سواء بالنسبة للعمال أم الفلاحين. وثانيا اتساع فجوة التمايز الطبقي، والذي انعكس على نسبة الفقر والبطالة. وثالثا اعادة تدوير الفئة الوسطى (شغيلة الفكر) بطريقة مقلوبة على رأسها. فتحسنت اقتصاديا وفقدت دورها التنويري الا ما ندر. ورابعا تحول المؤسسة الدينية الى قوة اقتصادية ضخمة. وخامسا استنساخ التجربة الايرانية”.

وأشار قاسم إلى ان “المشروع الأمريكي عمل على تمرير هدفه البعيد، بتحويل العراق إلى دولة ضعيفة تابعة للرأسمال العالمي، من خلال الترويج لمشروع العولمة والرأسمالية المنفلتة”.

ثم تحدث عن أهم المفاهيم المتعلقة بالمشهد الاجتماعي، ومنها مفهوم المثقفين، مبينا ان “المثقفين لعبوا دورا رائدا ومميزا في حركة التنوير منذ تأسيس الدولة العراقية، وبعد الاحتلال انقسم المثقفون إلى ثلاث فئات: الأولى تلفعت برداء القوى السياسية المهيمنة، وتحوّلت إلى سلاح ايديولوجي لتلك القوى. والثانية تبنت مشروع الليبرالية الجديدة ودخلت في لعبة الفساد المالي والصفقات والتسلق إلى سلطة القرار. والفئة الثالثة حافظت على دورها التنويري في ظل الأجواء القاتمة”.

وتحدث قاسم عن بعض المفاهيم المرتبطة بالتحولات الطبقية، ومنها الفلاحون والبرجوازية الكومبرادورية والبرجوازية البيروقراطية والحرفيون وأشباه البروليتاريا والطبقة العاملة والبروليتاريا الزراعية.

وخلص المتحدث إلى ان “اللوحة الاجتماعية للواقع العراقي الراهن، تقسم الى برجوازية كبيرة تضم تحالفا من الفئات البيروقراطية والكومبرادورية والطفيلية، وتتمثل في الكتل السياسية المهيمنة على السلطات والتي تنتهج المحاصصة. وبرجوازية صغيرة تضم طيفا واسعا من الفئات الاجتماعية قديمة وجديدة التشكيل، وتتمثل في القطاع الحرفي والانتاجي الصغير في المجالين الصناعي والزراعي. إلى جانب المثقفين من شغيلة الفكر في كافة المجالات سواء في الدولة أم في القطاع الخاص، وشغيلة اليد، وتضم الطبقة العاملة بفئاتها المختلفة، والفلاحين الفقراء، والمهمشين بمختلف مسمياتهم وتصنيفاتهم”.

وبعد مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، قدم الرفيق سكرتير اللجنة المحلية العمالية باقة ورد إلى الرفيق فرحان قاسم.