اخر الاخبار

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، الباحث د. محمد عطوان، الذي قدم محاضرة بعنوان “الجدل في ظل نظام طائفي”.

المحاضرة التي نظمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استمعت إليها نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن السياسي. وقد أدارها الكاتب قاسم حنون، مستهلا حديثه بالقول: “تقتضي الضرورة التأكيد أن الطائفية السياسية تنتمي في الأصل إلى ميدان السياسة وليس إلى ميدان الدين والعقيدة. فهي فكر سياسي وليس تعبيراً عن سيادة أتباع مذهب معين أو عن التنوع المذهبي”.

وأشار إلى أن “الطائفية تنطوي على خطر يحيق بالمجتمع، ويقوض آماله في الاستقرار والتنمية والتقدم، ويؤدي إلى تصدع كيان الدولة وتشظي الهوية الوطنية، وصولا إلى نشوء استقطاب إقليمي يقوم على تحيزات مذهبية ومشاريع تضع الدولة الوطنية في مهب ولاءات فوق وطنية”.

بعد ذلك، افتتح الضيف محاضرته مبينا أن “الـ 18 عاما الماضية من تجربة الحكم في العراق، بدت كما لو انها كشفت عن المقاصد الايديولوجية للطائفية، أي انها اوهمتنا بفضح ما يجري من تزييف للواقع. وأمام هذا الفضح، لم يبق أمام القوى الاجتماعية والسياسية التي سعت للتحرر من استعمال الطائفية، سوى التعديل على برامجها السياسية داخل هذا النوع من السلطة المعتلة، التي خلطت ما بين الطائفي والسياسي وجعلت من هذا الخلط سلوكاً غرضياً لتعبئة الجماعات، وطريقاً لتمكين زعمائها من التسلّط لأطول مدة ممكنة”.

وأضاف قائلا، أن “الخطاب الطائفي قدم صورة إيهامية كما لو ان وعيا فلسفيا ماديا قد تشكل، وحرض على ضرورة تقويض المبنى القديم. فأوهمنا بوجود خطاب جديد قادر على قلب المُعادَلة التضليلية السائدة إلى جَدل مادي وبرامج عمل سياسية مممكنة”، مستدركا “لكن الواقع يشير إلى أن الجدل لا يزال يسير في دوائر آمنة، حيث لا معنى لحدوث انشقاقات بين كتل طائفية متماثلة، فهذا مؤشر على تراجع المقدرة على النقض السياسي بصيغته الاجتماعية المادية الرحبة. لذلك تبدو حقيقة الصراع السياسي ـ الاجتماعي زائفة، طالما أن التنويعات الفرعية لكُل طائفة تنطلق من معطى أيديولوجي مرجعي واحد، وتتحرك سياسياً وفلسفياً في ضوء المعطى نفسه”.

وأشار عطوان، إلى أنه “ليس بوسع العلاقات الإنتاجية المحلية الموجودة حالياً، والقوى المادية البشرية على اختلافها، تثوير الجَدل المادي الذي يتطور في التاريخ، ما لم تنهض قوى ثورية عابرة للطوائف تصرح بأنّ الأصل في التباين الاجتماعي طبقي  وليس طائفياً”.

وأثارت المحاضرة جملة من المداخلات بين الحاضرين، عقب عليها د. محمد عطوان بصورة ضافية.

عرض مقالات: