عقد منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد بالتعاون مع المختصة الزراعية في الحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، جلسة حوارية بعنوان «تطور الزراعة في العراق بين الطموح والتحديات»، ضيّفت فيها ثلاثة من الاختصاصيين في المجالات الزراعية. وحضر الجلسة التي أدارتها د. جبرة الطائي، وكيل وزارة الزراعة الأسبق الرفيق د. صبحي الجميلي، إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن الزراعي.
وكان أول المتحدثين في الجلسة مستشار الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية أحمد عبد علي القصير، الذي تطرق إلى مسألة ملكية الأراضي الزراعية والقوانين التي حددت المساحات المسموح تملكها. فيما أشار إلى باب آخر لاستثمار الأراضي الزراعية، يتمثل في الإيجار الذي يُحدد بفترة زمنية طويلة ولا يعتبر تملكا للأرض، مبينا أنه بسبب عدم توفر الإمكانات المادية والفنية لدى الفلاح العراقي، قامت شركات اختصاصية عدة باستئجار الأراضي الزراعية واستثمارها.
وتحدث القصير عن الامن الغذائي وعن محصول الحنطة باعتباره من أهم المحاصيل التي تساهم فيه، مشيرا إلى ان هناك حاجة لتطوير البنى التحتية من أجل تقليل تكلفة زراعة الحنطة «فزراعة دونم واحد من هذا المحصول تكلف اليوم بين 450 و500 ألف دينار دون حساب جهد الفلاح وعائلته، وهذا مبلغ كبير، ما يتطلب من الدولة دعم الفلاحين في هذا الجانب».
كذلك تطرق القصير إلى الأزمة المائية وتأثيراتها على الواقع الزراعي. فيما تحدث عن اهتمام الحزب الشيوعي العراقي بالمسألة الزراعية، وكيف انها شغلت باله منذ تأسيسه.
أما المتحدث الثاني، فكان نقيب الجيولوجيين العراقيين السابق الجيولوجي ظافر عبد الله، الذي أشار إلى سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة وكيفية تعاملها مع القطاع المائي، مبينا أن الحكومات لم تعالج المشكلات المسببة للأزمة المائية، وهي تحديات الظروف الطبيعية، والتحديات المناخية، وسياسات دول الجوار.
ونوّه عبد الله، إلى انه «من المفروض وضع خطة لتأمين الغذاء للعراقيين لسنوات عدة، لا سيما ان الإيرادات المائية الأخيرة عززت الاحتياطي المائي، والإيرادات المائية الشرقية رفعت مناسيب الأهوار»، مستدركا «لكننا حتى الآن لا نعرف كيف سيكون الوضع في الصيف المقبل».
وكان المتحدث الثالث في الندوة المهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم بلال، الذي ألقى الضوء على واقع الثروة الحيوانية ومشاريع تسمين العجول، ومسألة الأعلاف الخضراء والجافة.
فيما تطرق إلى موضوع تأجير الأراضي في بادية السماوة ووادي حوران وجبال حمرين وجزيرة سامراء وفي الموصل وكركوك، والتي تعد بملايين الدونمات، مشيرا إلى ان هذا الأمر يتعلق بجوانب سياسية وهي الطاغية.
وطالب بلال بإعادة النظر في المشاريع الزراعية، وبدعم الفلاحين ومنحهم قروضا مالية، فضلا عن دعم مربي الحيوانات بالأعلاف. فيما سلط الضوء على مشكلات الثروة السمكية والصيد البحري.
وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، بضمنهم د. صبحي الجميلي، الذي تحدث عن قضايا مهمة تتعلق بالقطاعين الزراعي والحيواني، ومنها انخفاض الانتاجية.
وأشار د. الجميلي إلى ان الفلاح العراقي يشكو من تكاليف الانتاج الباهظة، وكذلك عدم توفير الحماية المطلوبة للمنتج المحلي.
وفي الختام، قدم مسؤول منتدى «بيتنا الثقافي» د. علي مهدي، شهادات تقدير إلى المتحدثين الثلاثة.