اخر الاخبار

الياس حنا هرمز ككا الملقب كوهاري من مواليد 1928-1963 في القوش /الموصل، متزوج وله ثلاثة أبناء هم طليعة وطلعت ومنال.  دخل المدرسة الابتدائية في مبنى مار ميخا اواسط الثلاثينيات، وبعد اكمالها التحق في ثانوية الصناعة في الموصل وكان ذا أخلاق عالية. وبعد التخرج عمل في شركة النفط (اي بي سي) في كركوك وعين زالة. مارس النشاط الوطني بإخلاص واندفاع وشعور عال بالمسؤولية، فيما كانت سلطات العهد الملكي وشركة نفط العراق التي يعمل فيها تعتبره نشاطا هداما في (عرفها وقوانينها) لذلك أصبح الياس مستهدفا من الشرطة ولا سيما مشاركته البارزة في اضراب گاورباغي الشهير وفي وثبة كانون المجيدة. لتلك الأسباب لاحقته أجهزة الشرطة وداهمت بيته في كركوك، واضطر إلى ترك العمل والتوجه الى الموصل مشياً على الأقدام لتلافي المفارز الحكومة، حيث كانت تعيش شقيقته نني( زادو) التي كانت تكبره حوالي عشر سنوات، ثم قدّم  للعمل في شركة نفط الموصل( إم ﭙي سي) في عين زالة. في كركوك نشط سياسيا في السياسة وفي نقابة النفط، وارتبط بأشد الأواصر مع العاملين في تلك الأوساط، وخصوصاً من اهالي بلدته منهم: عبد الرحيم اسحق قلو، الياس ميخائيل صفار، حسقيال يوسف قيا.

يقول أحد اصدقائه، عندما كنا نجلس عصرا بعد الدوام، كان العمال يتحلّقون حوله كل يوم، وهو في ريعان شبابه آنذاك، ويطلقون عليه لقب أستاذ باحترام، كان متحدثا جيداً ويجيد اللغة الانكليزية،  كما كان يساعد العمال كثيراً ويسهم بفعالية في حل مشاكلهم، واذا احتاج احد الى استراحة مؤقته كان يحل محله، ويتكرر هذا المشهد كل يوم تقريباً، واذا طلب احدهم رخصة فكان يوافق على الفور، وعند عودتهم من الإجازة كان موضع امتنانهم وتقديرهم، وحتى الانكليز كانوا يحترمونه لمعرفتهم بالتزامه الرائع بالعمل، وتحقيق النتائج التي كانوا يتوخونها في قطاع عمله.

بعد ثورة تموز 1958 نشط في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة بغداد وأصبح عضوا في مكتبها، وبعد 8 شباط الاسود في عام 1963 ونتيجة لوشاية ألقى القبض عليه من قبل زمر البعث الحرس القومي في 9 اذار واستشهد تحت التعذيب وكان له موقف بطولي امام تعذيب قطعان البعث. يقول عنه رفيقه إبراهيم الحريري، ولم يبق الا ان يأتي الرفيق الياس حنا ابو طلعت المكلف بالاتصال بي حتى انعقاد اجتماع المركز الحزبي العمالي، عندما سمعت قرعا على الباب وهرعت لفتحه، كان الرفيق ابو طلعت على الباب بكل حضوره الهادئ الباعث على الاطمئنان. كما كتب عنه الدكتور كاظم حبيب، ان الشهيد البطل الياس حنا كوهاري الذي استشهد مع رفاقه سلام عادل وجمال الحيدري الا دليل على اخلاصه لحزبه وشعبه بعد ان مارسوا كل انواع التعذيب، ولم يفش اي سر من اسرار الحزب وهي إذا عذبتونا نصمد وإذا قتلتونا أصبحنا شهداء ولكن جهودنا تبقى وأنتم تنتهون. يصف كتاب طوارق الظلام وضع الشهيد من خلال التعامل مع المعتقلة الشيوعية وسيمة (في البداية لم تخضع ولم تعط اية معلومات لكنهم جرجروها من غرفة التعذيب وتوجهوا بها الى مكان الشهيد الياس حنا كوهاري (أبو طلعت) والذي كان ممدا على الارض يحتضر وهو غارق في دمائه، ثم القوا بها فوقه وقالوا لها آمرين «اشربي من دمه»، اصيبت المسكينة برجة عصبية واخذت تصرخ بشكل هستيري وقد سيطر الرعب عليها (توفيق سهر ص 82).

يكتب السيد هرمز كوهاري قصيدة بحق اخيه الشهيد الياس-

اخي الياس ..بماذا اشبهك؟ ابشامخ البنيان؟

ام بمن تبرع بروحه .. حبا بالشعب والانسان

كنت حريصا على عقيدتك .. حرص القديس للايمان

عذبوك بجسدك .. وعذبت بصمودك الطغيان

عرض مقالات: