اخر الاخبار

تلبية لدعوة حزبنا الشيوعي العراقي لجميع الرفاق والأصدقاء والديمقراطيين العراقيين، للمساهمة في تدقيق وثائق المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، يسعدني تقديم بعض المقرحات والملاحظات على مشروع النظام الداخلي.

سبق وثبتت وثائق النظام الداخلي التي أقرت في جميع المؤتمرات، ماعدا المؤتمر العاشر، الهوية الفكرية والطبقية للحزب، وأعتقد إننا بحاجة لإعادة تثبيتها في النظام الداخلي الذي سيقره المؤتمر الحادي عشر. فرغم إن الهوية الفكرية قد حصلت عليها تغيرات تفصيلية، بالتناسب مع مجمل الظروف والأوضاع السياسية والتطورات، فإن جوهر هذه الهوية بقي ثابتاً، ويجب تثبيتها في مقدمة النظام الداخلي، الذي يشترط بالمنتمين للحزب فهمه وتبنيه والتعهد بالإلتزام به قبل أن تتم الموافقة على إنتمائهم للحزب. فالإقتناع بالهوية الفكرية شرط للإنتماء كما هو واضح.

الحزب الشيوعي العراقي هو حزب الطبقة العاملة والفلاحين وشغيلة اليد والفكر، يسترشد في سياسته وتنظيمه وكفاحه بالفكر الماركسي وبدروس التجارب الاشتراكية والتراث الاشتراكي العالمي.

في المبادئ التنظيمية، ولتطوير الديمقراطية الداخلية وجعلها مرتبطة بالضبط الحزبي ومتناغمه معه، أقترح أن تفّعل الفقرة التي تلزم الهيئات القيادية بالرجوع إلى الرأي العام الحزبي عبر إجراء استفتاء في أي منعطف سياسي حاد. وكذلك تعديل شروط العضوية بحيث يكون على العضو الحزبي واجب الإسترشاد ببرنامج الحزب وتنفيذ سياسته وقراراته والإلتزام بنظامه الداخلي، والإنتظام في احدى منظماته والمشاركة في اجتماعاتها وفعالياتها وعدم التخلف عن ثلاثة نشاطات متتالية لها بدون عذر شرعي.

وينبغي أن يضاف إلى حقوق عضو الحزب حق ممارسة النقد والنقد الذاتي حصراً في إطار الشرعية الحزبية، وتأكيد تكافؤ جميع الأعضاء بالحقوق والواجبات، وأن لا يتحمل أي عضو في الحزب أية عواقب عن وجهات نظره أو نقده البناء وضمن الأطر التنظيمية. إن علينا أن نكون أكثر وضوحاً في أن الديمقراطية في الحزب تعني إسهام الجميع في تنفيذ رأي الأغلبية مع حق الجميع في التعبير بحرية ومسؤولية عن رأيهم بسياسة الحزب ومواقفه وحقهم في الإحتفاظ برأيهم المخالف. كما لا بد من تأكيد الإلتزام بقراءة الجريدة المركزية ودراسة كل ما يصدر عن الحزب بهدف استيعاب سياسة الحزب ومواقفه والدفاع عنها، كأهم واجب لعضو الحزب.

ولأهمية منظمات الخارج، ينبغي إعتبار دعوة ممثلي هذه المنظمات لحضور المجلس الاستشاري أمراً ملزماً، وإعطاء هذه المنظمات توصيفاً واضحاً في الهرم التنظيمي. وأقترح هنا السماح للرفاق الموجودين في دول المهجر، العمل في الأحزاب الشيوعية او اليسارية على ان لا يفقدوا عضوية حزبنا وبالتأكيد بعد موافقة قيادة الحزب.

لقد بدأت الديمقراطية، ومنذ المؤتمر الخامس، مؤتمر الديمقراطية والتجديد، بالإتساع والتجذر على حساب المركزية. ولكننا مازلنا بحاجة إلى انفتاح أكبر على الرأي الأخر والتفاعل معه، عندما يكون بعيدا عن الشخصنة والتجريح وضمن السياقات التنظيمية. وهنا لابد من التأكيد على ضرورة عقد المجلس الحزبي العام في حالة أي انعطافة سياسية أو تغير في الظروف السياسية بهدف اعادة تقييم وتقويم سياسة الحزب ومواقفه وتحالفاته، وكذلك العمل على تفعيل دور الرقابة المركزية للبحث والبت في القضايا الخلافية التي تنشأ خلال العمل الحزبي.

وأخيراً وحول الأحكام الختامية، أقترح ان يلغي المؤتمر الوطني الحادي عشرالفقرة الثانية والخاصة بالحق في إيقاف نشاط الحزب مؤقتا أو صلاحية حل الحزب والفقرة الثالثة والخاصة بدمج الحزب مع حزب او أحزاب أخرى، وإيكال صلاحية ذلك لإستفتاء جميع أعضاء الحزب وأصدقائه. فهذه الفقرات تشعرني بقلق كبيرورعب، لا لأني الأحرص على الحزب، لكني قضيت في صفوفه جلّ عمري، واتمنى ان أرى رايته خفاقة دوماً.

كل النجاح لمؤتمر حزبنا الحادي عشر.

السويد 29 / 5 / 2021

عرض مقالات: