احتفى منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، بالفنان المسرحي المقيم في بلجيكا حازم كمال الدين، وذلك في جلسة عنوانها “الفنان المسرحي العراقي ومنجزه في بلاد الغربة”.
الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها جمع من المثقفين والأدباء والعديد من الاختصاصيين في المسرح والمهتمين في الفنون المسرحية.
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب الشاعر علي شبيب، أدار الجلسة وافتتحها بتقديم نبذة عن الضيف، مبينا أنه مسرحي وروائي ومترجم وصحافي ولد عام 1954، وعمل ممثلا في فرقة المسرح الفني الحديث بين عامي 1974 و1978. ثم غادر العراق عام 1979 وأقام في بلجيكا منذ ذلك الحين.
وأضاف قائلا أن كمال الدين عمل في المسرح ممثلا وكاتبا ومخرجا وسينوغرافا، كما عمل مدرسا للارتجال الحركي ومشرفا فرديا على طلبة الماجستير في معهد “داس ارتس” الهولندي، وقدم العديد من المحاضرات الفنية في بلجيكا وهولندا، وهو عضو الهيئة التنفيذية لـ “مؤسسة القلم” الدولية وعضو اتحاد الأدباء البلجيكيين.
وتابع شبيب قوله أن الضيف نشر أعمالا قصصية وصحفية في صحف لبنانية، واصدرعديدا من الروايات والقصص، وانتج ما يزيد على 30 عرضا مسرحيا في بلجيكا وانكلترا وهولندا وأوكرانيا وصربيا وكندا والعراق ومصر والأردن وسورية ولبنان. فيما نشر بحوثا مسرحية في مجلات أدبية عربية، وكُتبت عن تجربته أطروحات ماجستير عديدة، قُدمت إلى جامعات بلجيكية.
بعد ذلك، عُرض فيلم يُعرف بنشاطات كمال الدين المسرحية، وما تعكسه من أساليب فنية حديثة.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، كان أولهم د. فاضل السوداني القادم من الدنمارك، والذي أشار إلى أهمية تعزيز العلاقة بين المبدعين المغتربين وجمهورهم في الوطن.
وأوضح أن المبدع المغترب عليه أن يعرف كيف يتكيف حياتيا وثقافيا وإبداعيا مع مغتربه، مبينا أن حازم كمال الدين أعاد في المهجر خطواته منذ البداية، حيث درس هناك واستطاع الدمج بين الثقافتين العراقية العربية والبلجيكية الأوربية في أعماله.
ولفت إلى أن المسرح العراقي يعتمد على التعبير اللفظي والحوار، أما في بلجيكا فيجري الاعتماد على التعبير الحركي ولغة الجسد وعلاقته بالأشياء “لذلك، ان الجمهور العراقي غير معتاد على هذه الأساليب المسرحية، إنما معتاد على أسلوب الحوار”.
ثم قدم الأستاذ أحمد ضياء قراءة لمجمل أعمال كمال الدين. أعقبه كمال الدين نفسه بالحديث عن مشروع تأسيس فرقة مسرحية في العراق، مستدركا “لكن هناك صعوبات تتعلق بالبنية التحتية. وللأسف، الزمن يمر بسرعة وكل يوم تختفي وجوه مبدعة”.
وكان بين المتحدثين الفنان صباح المندلاوي الذي أشاد بمنجز كمال الدين، والفنان طه رشيد القادم من فرنسا، الذي نوّه في مداخلته إلى ان الفنان المسرحي العراقي المغترب يواجه صعوبة في التكيف مع مغتربه نظرا لاختلاف البيئة الثقافية واللغة والمفاهيم، مؤكدا أن هناك بطالة كبيرة في صفوف الفنانين المغتربين.
وفي ختام الجلسة، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى المسرحي حازم كمال الدين.