اخر الاخبار

لقد شارك الملايين من العراقيين من مختلف أعراقهم وقومياتهم ومذاهبهم في انتفاضة تشرين بمحض ارادتهم لاجماعهم على فكرة التغيير الشامل، ولم تستطع أدوات السلطة الوحشية رغم محاولاتها المتعددة السيطرة على المنتفضين لصعوبة انكسارهم فهم يتبعون فكرة نبيلة ويسعون لتحقيق هدف عظيم.

ومثل قول عاشق لم يحالفه حظه العاثر في العيش مع من أحبها، إن البدايات دائما أجمل، إذ سرعان ما عاد الراغبون في التغيير إلى الانقسام قبل تحقيق الهدف، وبدأت الافكار تتعدد رغم حتمية وجودها، ولكن ما الفائدة منها في ظل عدم تحقيق هدفهم المنشود.

ولكوني عاشقا سيئا الحظ، لازلت أسعى إلى استمرار جمال البدايات إلى النهاية من اجل تحقيق هدف التغيير الذي ذهبت في سبيله دماء المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين، وأحذر من شاركوني فقد الاصدقاء والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والاختطاف والتهديد من الانزلاق إلى خطر غياب الاجماع، فإذا انقسم الناس انقسمت الافكار وتعددت الطروحات، وهذا ما يسهل للقابضين على السلطة القضاء علينا جميعا واحدا تلو اخر.

تذكروا يا إخوتي أن الحشود المجتمعة تنتصر على حاملي السلاح المأمورين والمستفيدين، وأن انفراط عقدنا يفقدنا المتضامنين من حولنا، ما يسهل للسلطة الاستفراد بنا، ويجعلنا نهرب لطلب العون فنصبح رهينة من يعطينا هذا العون.

رفاق الجوع والفقر والمستقبل المجهول، دعونا نهتم بوضوح أهدافنا ووحدة صفوفنا في مواجهة قوى المحاصصة والفساد، فقد حان الوقت للوقوف معا من أجل تحقيق هدف التغيير الشامل والخلاص من سراق المال العام.

وفي النهاية علي أن اذكركم أن وحدتنا واجتماعنا تثير الرعب في صفوف اعدائنا، الذين لن يدخروا شيئا من جديد لتفرقتنا لعلمهم أن وحدتنا فيها زوال لظلمهم وامتيازاتهم ومنافعهم ومناصبهم.

عرض مقالات: