نبّه “يونايت ذا يونيون” ثاني اكبر النقابات العمالية في بريطانيا ارباب العمل، الى ان عليهم “واجب انساني واخلاقي بعدم الإضرار بصحة العمال في ظل الطقس الحار الحالي”، مشددا على ضرورة “تغيير ساعات عمل العمال وتوفير جميع متطلبات السلامة، إضافة الى الدعم الطبي الطارئ”.
وعندنا في العراق يكدّ يوميا الآلاف من العمال تحت اشعة الشمس الحارقة، متحملين أجواء نصف درجة الغليان، من أجل تأمين لقمة العيش لعيالهم، دون ان تتوفر لهم ادنى متطلبات السلامة، وفي ظل إجراءات وشروط عمل تعسفية يفرضها عليهم الكثير من ارباب العمل، غير مبالين بأوضاعهم وبمستوى المخاطر التي تؤدي بهم حتى الى الوفاة.
وعلى الرغم من تعدد الجهات التي تدعي الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وبضمنها المشرّع عضو البرلمان العراقي، فقد اهلمت معالجة تنظيم ساعات عمل العمال خلال ذروة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، على الرغم من انها ظاهرة سنوية تمر بها البلاد وتعاني منها الطبقة العاملة.
ان الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة يخلف آثارا سلبية على الواقع الصحي وثم المعيشي للعمال، خاصة من ذوي الأجور اليومية والمهن الشاقة، حيث تزدحم طوارئ المستشفيات في المناطق الشعبية خصوصا بالكثير من حالات الاغماء للعمال بسبب تعرضهم المباشر لاشعة الشمس الحارقة.
ولا يقتصر التقصير في معالجة مسألة عمل العمال في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والنقابات العمالية، بل نجد ان وزارة الصحة تناست ايضا القيام بحملات توعية واجراءات طبية في هذا الاتجاه.
في بلاد يعاني مواطنوها من اهمال الحقوق وتجاوزها في كافة القطاعات، ليس غريبا ان يتجاهل المسؤولون المنشغلون بالمحاصصة والصراع على المناصب والامتيازات، معالجة أوضاع العمال والتخفيف من معاناتهم متنوعة الاشكال، وهم الذين تشكل الحياة الكريمة للعمال والمواطنين عموما آخر ما يعنيهم.