اخر الاخبار

مع صدور قرار وزارة التعليم العالي بمنع نشاط إتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، والذي أثار سخط وشجب قطاعات واسعة من أبناء شعبنا، من الطلبة والأكاديمين والمدافعين عن الحريات وعن عملية تعليمية ناجحة، تستند الى مباديء الديمقراطية وتخلق مستلزمات التقدم في بلادنا المبتلاة بالخراب والفساد والسلاح المنفلت، إستذكر العراقيون قراراً مشابهاً أصدره نظام البعث المباد العام 1976، وقضى فيه بمنع نشاط الإتحاد ومنظمات جماهيرية أخرى، وتجريم المنتمين اليها.

وكما كان هدف الصداميين من قرارهم ذاك، أسكات صوت أول إتحاد طلابي، شكّل وبحق مدرسة وطنية، علّمت أجيالاً من العراقيين، كيف تقاوم القمع و تنتصر رغم الجهل والعبودية، وكيف تحقق أنصع الأحلام عندما تعيد ترتيب الحقائق، وكيف تصون الراية المخضبة بدماء الفتية العاشقين وتحيلها خبزاً للجياع وكسوة للعراة، يأتي قرار المتنفذين، من أرباب نظام المحاصصة المأزوم، في مسعى لإسكات صوت الإتحاد، كي لا يفضح واقع العملية التعليمية المتخلفة، بإجماع الخبراء والمراقبين والمؤسسات الدولية، هذا التخلف الذي أدى الى هجرة الاف الأساتذة الجامعيين وإغراق بعض المؤسسات بحملة شهادات مزورة أو ممنوحة من جامعات كارتونية والتغاضي عن بعض الشروط الموضوعية للترقيات العلمية وإعتماد سياسات لا علاقة لها بالتفوق عند قبول الطلبة في الجامعات وفي الدراسات العليا، وإعتماد توسع أفقي غير مدروس، أدى الى تدهور مستوى التدريس ومستوى البحث العلمي، كل ذلك في ظل تقليص الحكومات للإنفاق على التعليم، وغياب إستراتيجية واضحة، تضمن توافق المناهج مع الإحتياجات الأساسية لسوق العمل وعلى ضوء التطور المذهل في العلوم وفي تقنية المعلومات والإتصالات.

وإذ تدرك جماهيرنا الطلابية تماماً، بأن مصير القرار الجديد، سوف لن يكون بأفضل من المصير البائس لمثيله الذي أصدره النظام الدكتاتوري المقبور، فإنها تستمد اليقين من التاريخ البطولي المشرف لإتحادها الباسل، الذي إجترح فتيته مئات المأثر، سواءً في الدفاع عن حرية الوطن وإستقلاله وكرامته وسعادة شعبه، أو في نشر الثقافة الديمقراطية والنضال لإعتماد أحدث الطرق التربوية وتطوير المناهج الدراسية وإستكمال المستلزمات التعليمية من كتب ومختبرات وتقنيات وتحسين الظروف الحياتية للطلبة كالأقسام الداخلية والمنح المالية الى جانب توفير كل الوسائل الحديثة والناجعة لإستثمار طاقات الشباب وأوقات فراغهم.

كما يستند يقين طلبتنا ببقاء صوت الإتحاد هادراً، الى حقيقة كونه صوت الطلبة والناس، الذين أبدى 86.2 في المائة منهم عدم رضاهم على الخدمات التعليمية في البلاد، في إحصائية لوزارة التخطيط ، ولأنه صوت الطلبة الذين يضطرون بسبب الفقر المدقع الى ترك مقاعد الدراسة، والذين بلغت نسبتهم اليوم وحسب ذات الإحصائيات، 34 في المائة، ولأنه صوت ملايين العراقيين الأميين، الذين فشل النظام القائم ومن سبقه بتوفير مستلزمات تعليمهم، ولأنه صوت ملايين العوائل المسحوقة، التي ترهقها تكاليف الدراسة في بلد ينص دستوره على التعليم المجاني للمواطنيين، ولأنه صوت المربين الذين ينتهك الفقر والسلاح المنفلت والعصابات وضياع هيبة الدولة، كرامتهم العزيزة على قلوب الجميع.

وإذ يطالب العراقيون الجهات الحريصة على مستقبل العراق وعلى أصلاح حاله، بالعمل لإلغاء هذا القرار فوراً، وعدم التعرض للحريات التي كفلها الدستور العراقي، يعربون ثانية عن ثقتهم بأن صوت إتحاد الطلبة، الذي تواصل منذ تأسيسه في 14 نيسان 1948 بمؤتمر السباع الخالد، سيبقى نبض الطلبة الراسخ في نخاع الأرض والمستوطن ثنايا الروح، نشيداً لعراق حر وديمقراطي، آت لا محالة!

معاً في الكفاح من أجل حياة طلابية حرة ومستقبل أفضل، وخلودا لشهداء الحركة الطلابية الديمقراطية الأماجد.

عرض مقالات: