اخر الاخبار

انسحبت تركيا من اتفاقية أوروبية بشأن العنف ضد المرأة، وأكدت أن الهدف من هذه الخطوة حماية نسيجها الاجتماعي، في حين لقيت هذه الخطوة انتقادات داخلية وأوروبية.

وفي مرسوم نشر في الجريدة الرسمية، في وقت مبكر أمس السبت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انسحاب بلاده من «اتفاقية إسطنبول» التي كانت تركيا وقعت عليها في أيار 2011، ثم أقرّها مجلس الوزراء في شباط 2012.

وهذه الاتفاقية هي الأولى التي تضع معايير ملزمة قانونا في نحو 30 بلدا لمنع العنف القائم على أساس الجنس.

ولم تذكر الجريدة الرسمية التركية سبب الانسحاب من اتفاقية إسطنبول غير أن عددا من المسؤولين الأتراك أشاروا إلى التهديد الذي تشكله الاتفاقية على تماسك الأسرة والتقاليد المحافظة في المجتمع التركي.

وكان الرئيس التركي تحدث العام الماضي للمرة الأولى عن الانسحاب من الاتفاقية التي طالبت أوساط محافظة في تركيا بالخروج منها، معتبرة أنها أضرت بالقيم العائلية التقليدية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ندد أردوغان بالعنف ضد المرأة، وأكد أن الحكومة ستعمل على استئصاله.

وقال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، في تغريدة على تويتر، إن الحفاظ على النسيج الاجتماعي التقليدي في تركيا سيحمي كرامة المرأة التركية، مضيفا أنه لهذا الغرض السامي، ليست هناك حاجة إلى البحث عن علاج في الخارج أو تقليد الآخرين.

من جهته، تعهد وزير الداخلية سليمان صويلو بأن السلطات ستواصل مكافحة العنف المنزلي والعنف ضد النساء.

أما وزيرة العمل والخدمات الاجتماعية وشؤون الأسرة التركية، زهراء زمرد سلجوق، فقالت إن الدستور يضمن حقوق المرأة وكذلك الأنظمة الحالية.

انتقادات داخلية وخارجية

وفي مقابل دفاع المسؤولين الأتراك عن قرار الانسحاب من اتفاقية إسطنبول، انتقدت أحزاب المعارضة التركية هذه الخطوة.

فقد وصف رئيس بلدية إسطنبول والقيادي في حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، الانسحاب من الاتفاقية بالمؤلم، معتبرا أنه يتجاهل نضال النساء على مدى سنوات.

بدورها رأت غوكجه غوكجن، نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري المكلفة بشؤون حقوق الإنسان، أن الخروج من الاتفاقية يعني «السماح بقتل النساء».

وقد تظاهر المئات في إسطنبول ومدن تركية أخرى للتنديد بقرار الانسحاب من اتفاقية منع العنف ضد المرأة.

وعلى صعيد ردود الأفعال الخارجية، وصف مجلس أوروبا انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول بأنه «نبأ مدمر»، و»يهدد حماية المرأة» في تركيا.

وفي حين قالت الخارجية الألمانية إن انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول يبعث بإشارة خاطئة إلى أوروبا والمرأة التركية، رأت الخارجية الفرنسية أن الإجراء الذي أقدمت عليه الحكومة التركية يشكل تراجعا جديدا في ما يخص احترام حقوق الإنسان.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 38 في االمائة من النساء في تركيا يتعرضن للعنف من شركاء حياتهن مقارنة بنحو 25 في المائة في أوروبا.

ــــــــــــــــــــــ

وكالات – 21 آذار 2021