اخر الاخبار

 يقول الماركسي الالماني غروسمان “ إن التدمير والفاقد الناتج عن الحرب يعدان وسيلة للتخفيف من الانهيار القائم للرأسمالية، لخلق مساحة تنفس من أجل تراكم رأس المال. ان الحرب وتدمير قيمة رأس المال المرتبط بها يضعف انهيار الرأسمالية ويوفر بالضرورة حافزا لتراكم رأس المال”، وكما يقول جون فريست ُولدت الرأسمالية على هيئة رضيع سفاح يزداد تعطشه للدماء كلما كبر، وكانت أولى الدول الرأسمالية والتي هي بريطانيا عملت على تصفية حساباتها مع تشارلز الأول والنظام القديم حتى شرعت في ذبح سكان مستعمراتها الأُوَل في كل من إيرلندا وجمايكا. وقام الامريكان بقتل السكان الاصليين الهنود الحمر في امريكا، وعملت ذلك بريطانيا مع سكان المستعمرات التي تمكنت من احتلالها في الهند  وفلسطين والعراق  وباقي دول اسيوية وافريقية عديدة، اذا الرأسمالية لا تعيش وتستمر دون حروب، وان الهيكل البنيوي للرأسمالية قائم على التناقضات، وهذه التناقضات تولد المشاكل باستمرار  وبين الحين  والاخر تتولد وتبرز الازمات ولذلك مشاكل الرأسمالية مستمرة وحروبها مستمرة لان الحروب هي السبيل لنمو الرأسمالية من خلال بيع السلاح للمتحاربين وتوريطهم منها على شكل مساعدات لكنها تصبح ديونا بعد انتهاء الحرب ، كماهي في حالة العراق مع دول خليجية والامر معروف ولأحاجه لتناوله، اذ انها تبحث عن المشكلات  وباي وسيلة ولأي سبب وتاريخ الرأسمالية ملئ بالأحداث، و لذلك لا يمكن النظر  إلى الدعم الهائل لإطالة الحرب  الدائرة في اوكرانيا من قبل مركز الرأسمالية (أمريكا) بعيدا عن هذا المسار التاريخي القذر للرأسمالية ، الذين يتحدثون عن الديمقراطية  وحقوق الانسان  وكليهما حجج واهية ومفقودة في عقر دارهم ، وما يجري في مجتمعاتهم ابرز دليل على ذلك ، فقتل الانسان امر في غاية البساطة والمشاهد التلفزيونية على التعامل البوليسي مع المواطنين الأمريكان ذوي الاصول الافريقية خير شاهد على ذلك  كما كان  التعامل مع العراقيين  خلال الاحتلال يعبر عن الأساليب الوحشية للرأسمالية بأدواتها القذرة  من المرتزقة والامريكان والبريطانيين انفسهم ، وبالتالي الأمريكيون قبل غيرهم، ولكنها  تلجأ إلى موضوع الديمقراطية وحقوق الانسان المنتهكة فيها اولا، لاستخدامات هادفة وكحجة بائسة ضد الاخرين ، فالولايات المتحدة الامريكية  قامت بحروب وقتل خلفت ضحايا بالألاف بتعاون بريطاني، وهذه الانتهاكات مستمرة من قبل الولايات المتحدة فالجرائم التي ارتكبتها عديدة  ضد العديد من الدول، فهذه الدولة “المارقة” التي تدعي الخطر على امنها القومي رغم المسافات التي تصل إلى اكثر من عشرة الاف ميل بينها وبين من تدعي انها دول تشكل خطرا على امنها القومي، ولكنها لا ترى اي خطر لمن يجهز ويحضر ويرعى منظمات ارهابية  في دول ضمن ،مسارها وتسير على هواها،  لاستهداف دول اخرى ذلك عندما تتفق مع بعض الدول السائرة في خطها والتي تخضع للإرادة الامريكية، اما خوفا من سطوتها او مجاملة وربما ايمانا ولكن الاوضح هو التخوف من السطوة الامريكية، وهذا ما حصل برعاية امريكية في العراق وسوريا وليبيا واليمن  وافغانستان كل ذلك برعاية غربية وبقيادة امريكية والسؤال الذي يطرح نفسه  ، هل شكل أو يشكل العراق او سوريا او اليمن او ليبيا او أي  بلد عربي او افريقي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وحتى في افريقيا او امريكا اللاتينية، اي خطر على امريكا، اي خطر تتحدث عنه الادارة الامريكية، اذا كان هناك خطر على امريكا على رغم هذه  المسافة، أليس من حق روسيا ان  تدافع عن امنها القومي مما يقوم به  الناتو بقيادة امريكا في خاصرتها اوكرانيا، ان امريكا ليس لديها اية مصداقية على الاطلاق فهي اهملت تماما ما وعدت الفلسطينيين به من اقامة الدولة الفلسطينية واصبحت تدعو وتدعم التطبيع مع  كيان مصطنع، هي دولة ارهابية وترعى الارهاب ولوحظ تاريخيا استمرار جرائمها المتعددة فهي قامت  باحتلال افغانستان وتدميرها،  ثم احتلال وتدمير العراق وزرع عملية سياسية بائسة لم تستطع ان  تنهض بالعراق من كبوته رغم مرور اكثر من عشرين عاما  وعن تاريخ الولايات المتحدة  والحروب  التي قامت بها . ضربت اليابان  بالقنابل الذرية ويطلقون على اليابان (صديق ) والاغرب ان اليابان لا تشير إلى الحدث التاريخي الكبير والذي يعد عارا على امريكا عبر تاريخها الملطخ بدماء الشعوب ونهب خيراتها  وهذا ما فعلته وتفعله في العراق وسوريا حيث السيطرة على حقول النفط السورية ونهب الاموال والآثار العراقية من قبل المرتزقة في قواتها المسلحة، وتحت اشراف المرتزق ممثلها بريمر الذي سرق 8 ثمانية مليارات دولار من العراق  وتم نهب الوثائق التاريخية المهمة وسلم بعضها  إلى الكيان الصهيوني اللقيط، والكل يعرف ان  احتلال العراق كان خارج الارادة الدولية، اي ان امريكا لم تحصل على موافقة مجلس الامن، وقالت في حينه انها ستقوم بالاحتلال خارج الموافقة الدولية لوحدها اي ليس للهيئة الدولية اي اعتبار في نظرها وتحاول الانفراد بالعالم رغم وجود  دول كبرى لها وزنها وقدراتها  العسكرية وقادرة على الحد من الهيمنة الامريكي، ان الجرائم الامريكية متعددة  وكبيرة ولكن لا أحد  يردعها ولا تخشى احد،  الولايات المتحدة الامريكية  ارتكبت جريمة قتل مليون ونصف مدني في الفلبين وخلف قصف مدينة درسدن الالمانية  25 ألف قتيل  وقصفت برلين وكان عدد الضحايا 800 ألف مدني  وارتكبت مجازر داتشادي في المانيا ومجزرة يسكاري في ايطاليا، وقتل بحارة نجوا من سفينة المانية غارقة وقتل الاسرى الالمان في فرنسا  وقتلى معركة تروماندي  وقتل الاطفال والشيوخ والنساء في كوريا  سنة 1950 بحدود 400 مدني وارتكبت قواتها العسكرية 360 جريمة حرب في فيتنام واستخدامها للرش الكيمياوي، وقصفت يوغسلافيا سنة 1999 وادين هذا القصف من قبل منظمة العفو الدولية  الذي اودى بحياة 5 خمسة الاف مدني وكان عدد ضحايا الحرب على العراق بحدود مليون ضحية، وإلى اليوم لم تستقر الاوضاع في العراق  وجعلت منه  دولة ضعيفة واقتصاد متعب مع اهمال تام لكل القطاعات الاقتصادية، عشرون عاما من التراجع لذلك يحتاج العراق إلى حكومة وطنية ذا رؤية ثاقبة لا عادة اعمار البلد وتأهيل قطاعاته الاقتصادية كاملة مع تغيير الادارات على اساس الكفاءة والخبرة والمؤهل بعيدا عن المحاصصة البائسة لان البلد لا يبنى بالمحاصصة القائمة على صيانة المصالح الفئوية ،ولكن لابد من مقومات ابرزها سيادة القانون ومحاسبة الفاسدين وحصر السلاح بالدولة، وكم مرة جرى الحديث عن هذا الموضوع دون تنفيذ، مع توفير حماية للمستثمرين  من الابتزاز  الممنهج، انها معاناة بلد كان يشار اليه بالعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد والحضارة ، لكن  الاحتلال الامريكي – البريطاني دمر كل شيء، ولولا ذلك لكان اكثر تقدما لولا الحروب العبثية والحصار  والعملية السياسية البائسة التي هي نتاج الاحتلال الامريكي المقيت، هذه هي الرأسمالية المتمثلة بالمركز  وديمقراطيتها الكاذبة لا تحيا ولا تستمر دون حروب .