يشغل موضوع حرية التعبير عن الرأي اهتمام الدول والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وخاصة منظمات حقوق الانسان حيث تأتي حرية الإعلام في مقدمة حرية التعبير تلك ، فقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1946 وفي دورتها الاولى هذه الحرية كما نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 ثم أتسع اهتمام ونشاط الدول بالصحافة وبالصحفيين فقررت الامم المتحدة اعتبار 3 أيار، يوما عالميا للصحافة ، واصدر مجلس الامن في 24 كانون الأول قرارا اعتبر فيه الصحفيين مدنيين في مناطق النزاعات الا اذا قاموا بما يتنافى مع ذلك ، وتتزايد الدعوات إلى اتاحة التعددية في امتلاك مصادر الاعلام والمعلومات وضمان حرية نقلها وتداولها ، ويمكن للصحافة أن تؤدي مهمة في إطلاق المعلومات وتعميق الحوار الديمقراطي واشاعة النمو الابداعي في التحليل والاستقصاء والتفسير وفي صياغة الوعي الاجتماعي والعلمي الثقافي والفني  والسياسي والاقتصادي والانتخابي والرياضي ...الخ وكذلك في إشاعة ثقافة السلم والتسامح ونبذ العنف والإرهاب، فضلا عن إشاعة ثقافة حقوق الانسان وفي دعم نضال الشعوب من أجل الاستقلال والتقدم . ويزداد دور الصحافة في عالمنا المعاصر نتيجة التطور التقني لوسائل الاتصال والطباعة والتوزيع، وان الصحافة الحرة المستقلة والنزيهة لابد أن يكون القراء وتطلعاتهم وهمومهم أساسا فيما تكتب وليس ما تمليه النخب أو الحاكمون، والصحفي البارع هو من يتسم بالمصداقية ويتوخى الدقة والموضوعية والمعالجة السليمة، ويرفع من مستواه الفكري ويبادر للسبق الصحفي للحدث ويمتلك قوة اقناع يكسب فيها ثقة القارئ. كما يتوقف عمل الصحفي دائما على معرفته بالحياة وعلى ثقافته وفطنته السياسية، ويتعلق نجاح جهوده في نهاية المطاف بموقف مخلص من الجماهير واهتمام حقيقي بحياتهم بعيدا عن الميكافيلية والتهريج والإساءة. وفي بلدنا الذي قدم المئات من الشهداء على مذبح الكلمة الحرة الصادقة ، يتحمل الصحفيون العراقيون مسؤولية تبني المصالح المشروعة للمجتمع والتصدي  للإرهاب والتكفير، وتعزيز  ودعم التأكيد على الروابط الاخوية لجميع شرائح المجتمع العراقي التاريخية والتي عاشت على اساسها لآلاف السنين ، ومحاربة الطائفية والفئوية الضيقة ، والكشف عن الفساد الاداري والسياسي والمالي ، والمساهمة في معالجة البطالة ، وتوفير الخدمات من خلال مناقشة وعرض الآراء في هذا المجال ، ورصد الظواهر الإيجابية لغرض تعزيزها وتطويرها ، وتعزيز روح المواطنة والشعور بالمسؤولية الوطنية لدى القراء ، والمشاركة في حملة إعادة الأعمار من خلال مناقشة الأفكار والبرامج، والكتابة عن عمل الحكومة وعن النواب وصلتهم بالجماهير، وكذلك بالنسبة لمجالس المحافظات والاقليم ، وغير ذلك من المهام باتجاه تصحيح المسارات، وبناء عراق ديمقراطي تعددي مستقل وموحد يسود فيه القانون .

عرض مقالات: