اخر الاخبار

لقد كانت التجربة العراقية في 9 نيسان 2003، تجربة مرة وقاسية وقد حذرنا منها كشيوعيين لأنها تمت بأياد أجنبية، بينما كنا كعراقيين رافضين التغيير هذا واسقاط الدكتاتورية بواسطة الحرب، حيث رفع الحزب شعارا للمرحلة أكد فيه: “لا للحرب.. لا للدكتاتورية”. وكان هذا الموقف يعتمد على أن للاحتلال تكاليف باهظة يتحملها الوطن والشعب، مثلما تحملنا تكاليف الحصار الظالم الذي فرضته الدول الكبرى على الشعب العراقي، ولم يتضرر الدكتاتور ونظامه منه.

فقد لعب الواقع الإقليمي وطبيعة الأنظمة السياسية دوراً مهماً في التلاعب بالمشهد العراقي بسبب أن (التجربة الديمقراطية العراقية) المقترحة كونها غريبة على أنظمة دول الجوار والمنطقة والساحة الشرق أوسطية، لهذا وجدنا أن كل دول المنطقة تعاملت بحذر وحساسية مع الواقع العراقي الجديد. وعملت بكل جدية من أجل وأد هذه التجربة بأساليب سياسية ناعمة او خشنة تنسجم مع مصالحها وسياساتها من خلال أدواتها (أحزابها) والجهات المتعاونة معها عن طريق العنف والسلاح او عن طريق المرونة السياسية.

وقد انعكس هذا التأثير على كل الانتخابات التي شهدها العراق والتي سيشهدها مستقبلاً، حيث استخدمت كل الطرق والأساليب والمال السياسي والسلاح والدعم اللوجستي بسبب نفوذ وقوة الداعم الإقليمي وتأثيره على الساحة العراقية مما أربك التجربة الديمقراطية في البلد.

إن القوى المتصدية حالياً تمتلك دعماً إقليمياً تعتمد عليه في شرعيتها داخل المشهد السياسي، وهذا العامل بما يحمل من دعم مادي ومعنوي او عسكري سيبقى مؤثرا على المشهد العراقي العام، وهو الواقع الذي أدى إلى جعل قانون الأحزاب (المعلن) حبر على ورق. مما تقدم نستطيع أن نحدد ما هي أسباب تعثر التجربة الديمقراطية في العراق، كما ذكرنا أن العوامل الخارجية ودول الجوار إضافة إلى (المحررين الامريكان) ساهموا وبقوة في إفشال التجربة، إضافة إلى أن أحزاب المعارضة العراقية كان همها الأساس هو اسقاط النظام الدكتاتوري البغيض من دون أن تهيء نفسها باختيار النظام البديل مما ضيع الفرصة عليها.

إن الأحزاب والقوى المتنفذة انشغلت باقتسام (الكعكة) فيما بينها على أساس طائفي واثني وقومي متناسين القوى العراقية الوطنية ودورها في مقاومة الدكتاتورية ونظامها القمعي في سبيل الحرية والديمقراطية.

لقد انهارت الدكتاتورية البغيضة لكن شعبنا لم يتمكن بعد من إقامة بديله الديمقراطي الحقيقي، وأن مساعينا كشيوعيين وديمقراطيين وطنيين هو خدمة عراقنا وشعبنا وبناء التجربة الديمقراطية التي نسعى لتفعيلها.

عرض مقالات: