اخر الاخبار

إن ما حصل في التاسع من نيسان من عملية تغيير، سببت انتقاله للعراق من مجتمع سياسي عديم الحريات إلى مجتمع سياسي منفلت في الحريات. الذي حصل أن الأرض والمال والبشر في العراق أصبح مقيدًا تحت الاحتلال، باستثناء العقل الذي أصبح محررًا من القيود، وبالتأكيد علمية الانتقال هذه أكدت بان العراق دخل في حال ماض سيئ «ماضي الديكتاتورية» ومستقبل صعب هو مستقبل تحقيق الديمقراطية الحقيقية، وما بين الماضي السيئ والمستقبل صعب التحقيق، تمددت مجموعة أزمات عناوينها البارزة هي على الشكل التالي: العراق أصبح يعاني من عوز تشريعي في التشريعات التأسيسية لدولة حديثة وأخد يعاني من عوز خدمي في الخدمات الاساسية التي تحافظ على كرامة المواطن ويعاني من عقم انتاجي قابله خصوبة استهلاكية في اقتصادات العراق.

ويعاني من عرج بالمال العام تؤكد مصاديقه المنسوب المتصاعد في الفساد المالي والإداري، حيث أصبح الفساد ظاهرة ممنهجة وليس مبعثرة وقوية وضعيفة، فالفساد في العراق محمي.

إضافة لهذه الأزمات هنالك عرج في مسار المعرفة على مستويات التعليم، وهنالك عزوف عن ما هو مستقبلي والوقوع في مستنقع الماضوية والتعامل مع التاريخ من خلال النظام السياسي الذي ترتب على الاحتلال، وتعامل يراد به أن لا نغادر التاريخ بل نعيش عليه ونعتاش منه، المستقبليات تكاد تكون غائبة ويقابلها حضور وتسلق في كل ما هو ماضوي.

هذه الأزمات كانت تحتاج بشكل أو بآخر إلى قيادات تفهم هذه العقبات وتعمل على تجاوزها مثل هذه القيادات لم تولد حتى هذه اللحظة من أرحام متعافية بل وجدت من أرحام مشوهة. نعرف أن القادة يولدون من ثلاثة أرحام متعافية هي رحم الأفراد المواطنين، ونحن لدينا أفراد رعايا وأفراد اتباع وأفراد زبائنية، والقادة يولدون من رحم الجماعات الحديثة العصرية، والرحم الذي ولد منه معظم القادة هي جماعات غير عصرية وغير حديثه بل هي جماعات تقليدية تمثلت بالعشائر والمذاهب والقوميات المتعصبة والطوائف اللاسياسية.

كذلك الحال بالنسبة للرحم الثالث وهو رحم المؤسسات فلما كان لدينا عوز وعوق في موضوعة المؤسسات فهذا العوق الذي من المفترض أن يكون رحمًا لولادة قادة يتجاوزون العقبات أصبح رحمًا مشوهًا حيث أن السلطة تعتمد على شرعية بركيزة واحدة وهي الانتخابات دون تحقيق الانجازات.

منظومة العقبات هذه هي التي أدت إلى عدم نجاح تجربة بناء دولة ونظام سياسي ديمقراطي يعتمد الديمقراطية القائمة على أساس العدالة الاجتماعية.

عرض مقالات: