اخر الاخبار

سمت ارواحهم بين النجوم، لأنهم حطموا هالات الخرافة.

دكّوا عراقيل الوصول للنماء. بالوقوف عراةً أمام مدرعات الموت.

تألقوا بين السحب، نوارسَ أمل ممكن، بعد أن فكّكوا شفرات المحال.

حملوا قلوبهم على الاكف، تطلعا لوطن آخر يسع الجميع، وجدير بمحبتهم.

أولئك الكرام العظام، الصغار عمرا، والكبار رؤى ونقاءً وجودا.

شباب تطوقهم الوسامةُ وتغمرهم الكرامة، غادروا مذبوحين بنيران الغل.

لهم يعود الفضل، في توهج جذوة خلاص العراق من قامعيه الشموليين،

وحملة أيديولوجيا الإقصاء والفناء.

كم علينا الانحناء لإيثارهم؟

علّمونا الحراك بسلوكٍ وتطلّعٍ مدني.

حرّضونا على إعادة قراء الفائت والراهن والآتي.

أعطونا درسا بليغا في العزيمة والنبل والثبات.

فتية نبلاء رحلوا مغدورين حنقا وجورا..

هم عظماء الناصرية وأخواتها الباذلات،

اللذين غابوا فجأة وبلا مبرر، وبضغطة زناد بن خنا

ضغطة غادرة، نشرت سمّها في حناياهم، فارتعشت أبدانُهم الطرية،

كي تتوقف راسمة لوحة معبرة عن مدى قبح فعل الكراهية،

وهو يطرد أرواحهم، لتغادر لعلياء الطهر والنقاء.

يا لَلعار.. جريمة تخجل منها البشرية، وعمل دنيء،

قام به منتجو الفساد، وأمراء الطوائف، وجبابرة الخيانة،

وسدنة الإرهاب، وميليشيات التطرف بكل اشكالها،

التي عملت على تصدير القسوة الى كل محتجٍ ومواجهٍ ومتمردٍ على منظوماتهم القاتلة.

ستبقى مجزرة الزيتون، وثيقة ادانة لحكومة الأحزاب المتجبرة آنذاك.

وتشكل منطقة مشرقة في سفر الحراك الاحتجاجي التشريني،

الذي سيشهد تحولات جديدة غير متوقعة،

من شانها أن تهدّ مؤسسات تهديد القمع، التي جلبت الويل والدمار لبلاد الرافدين،

وغالت في تخريب حياة العراقيين، وتهديد مستقبل الأجيال القادمة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

* (في يوم الخميس الدامي الموافق 28/ 12/ 2019، حدثت مجزرة ابادة جماعية كارثية، ضد تظاهرة شبابية احتجاجية سلمية، على جسر الزيتون في الناصرية).

عرض مقالات: