اخر الاخبار

ما زال نداء الشاعر العراقي الراحل علي العضب: «يا شبيبة توحدي» يملأ الاسماع منذ أربعة عقود.

هذا الشاعر البصري المثقل عمراً بالصعاب والملمات، والمملوء عشقاً لمدينة البصرة التي يعدها عاصمة الدنيا.

هذا الانسان الذي قدّ على الصبر واحتمال الأذى.. من سجن الى تهجير وتعسف، الى شظف في العيش. هذا الشيوعي الذي رأى ان الغناء، افضل خطاب يمكن ان يعتمده في تحدي القوى الرجعية الظلامية.. فكان ان كتب كلمات الأغاني: يا بو بلم عشاري، درب الشوق، حدر يا هل بلام، هذاك انت، ياعشگنا، والله شحلات العمر يا سمرة. واغنيته السياسية الفذة «رحت امشي» وكذلك «انت امس، انت باجر». مثلما كتب أغاني اوبريتات: درب الخير، المطرقة، المعيبر شنان. وكان يأمل ان يرى عمله «ثورة الزنج» النور قبل رحيله..

تمكن العضب من جمع ادباء وفناني البصرة مثل: ياسين النصير، وحميد وقصي البصري، الى شوقية العطار وفؤاد سالم وغيرهم في حدائق قصائده الغنائية، مثلما كتب نصاً مسرحياً بعنوان « الأموات يعدلون».

علي العضب (1945- 2020) من مؤسسي «فرقة المسرح الفني الحديث» ومنتدى الفنون في البصرة، وعلى الرغم من انه يحمل شهادة بكالوريوس من كلية التجارة، الا انه شغف بالشعر والغناء، مما جعله واحداً من ابرز كتاب الاغنية ورائداً في تأليف الاوبريتات.. وقد جمع منجزاته الإبداعية في (الاعمال الكاملة) التي صدرت في العام الماضي عن مؤسسة آنو.

رحل شاعر الكلمة العذبة والموقف التقدمي البارز، رحل علي العضب.. الذي حول جدران السجون الى أماكن تصدح بالمحبة والسلام.

عرض مقالات: